تقوم الصداقة الحقيقة الواضحة على التقاء المشاعر ؛فكل صديق يحيط علاقته بصديقة بمشاعر أخوية صادقة ،وكل واحد منهما يرجو أن يكون أفضل الصاحبين ؛فقد جاء في الحديث :(خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه). وعندما تقوم الصداقة على التقاء المشاعر ؛فإنه ينتج عنها ثماراً يانعة ونماذج رائعة ،فمنها على سبيل الإجمال : 1- زيادة الثقة بين الطرفين حتى تبلغ أقصى الحدود التي قد يتخيلها البشر مما يجعل التشاور والتناصح بينهم محل اهتمام وحسن ظن ؛فليس هناك مجال للغش والخداع. 2- نظر كل صديق إلى مصالح الآخر وما ينفعه من نفس الجهة التي ينظر منها صاحب الشأن ؛فهو يساعده على تحقيق مصالحه وإن لم ينل منها هو أي شيء . 3- لا يخلو كل إنسان من عيب ونقص ؛لكن في الصداقة التي تقوم على التقاء المشاعر يحرص كل صديق على ستر عيوب صديقه ومناصحته سراً . 4- لا تقوم هذه الصداقة في الأساس على مصالح ولا يمنع ذلك من وجودها في وقت ما. لكن هناك قسم من الصداقة يقوم على (التقاء المصالح )بدلاً من (التقاء المشاعر )وهذا القسم يطغى على حياة الناس اليوم ؛فليست المشاعر والأحاسيس وموافقة النفس هي ما تقوم عليه الصداقة بل المصالح هي من تحدد وتعين الأصدقاء ؛وهذا القسم على النقيض من القسم الأول ؛فالمصلحة هي الأساس الذي تقوم عليه الصداقة ،وكل صديق يهتم بمصالح نفسه أولاً ولا مانع من المساهمة في تحقيق مصالح صديقة بشرط أن يستفيد هو أيضاً أو على أقل تقدير أن لا تتعارض مصالح صديقه مع مصالحه ؛والثقة فيما بين الأصدقاء ضعيفة جداً فهم أقرب ما يكونون أعداء في السر أصدقاء في العلانية ،وكل شخص لا يتوانى في نشر وإظهار مايراه من عيوب في صديقه ؛وقلوب هؤلاء الأصدقاء مليئة بالحسد والحقد على بعضهم ولذلك دائما ما تتبدل هذه الصدقات وتتنوع حسب المصالح . فراجع أخي الكريم حساباتك وتأمل أصدقائك فهل التقت مشاعركم أم التقت مصالحكم . [email protected]