لم تعِق الإعاقة المصري أحمد فاروق من أداء الحج، غير أن معضلته كانت تكمن في رفيق يدفع العربة المتحركة التي يلازمها منذ أن خضع لعملية في الظهر أفضت إلى وقوع خطأ طبي أعاقه عن الحركة، لكنه لم ينتظر كثيرا فصديق طفولته أحمد هاشم تكفل بمرافقته ودفع العربة والعناية به طوال الرحلة. ومن المنصورة إلى مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، واصل هاشم دفع عربة صديقه بلا كلل أو ملل، في حين ارتسمت علامات الرضى والحبور على محيا الحاج المعاق نظير الخدمة التي قدمها له صديقه، واصفا إياه بأنه «صديق وفي في زمن ندر فيه الأصدقاء». «عكاظ» التقت بالصديقين في المدينةالمنورة، وعبر فاروق عن سعادته بإنهاء حجه وبوجود صديقه معه، يقول «الصداقة أصبحت عملة نادرة هذه الأيام وقلما تجد صديقا يقف معك في السراء والضراء، فبعد الخطأ الطبي فقدت الكثير من الأصدقاء أصحاب المصالح كما يصفهم ولم يبق معي إلا أصدقائي الأوفياء وعلى رأسهم أحمد هاشم». من جانبه، لم يخفِ أحمد هاشم حزنه على مصاب صديقه وما تعرض له من خطأ طبي، لكنه يؤكد في نفس الوقت أنه يستمتع بدفع عربة صديقه والتنقل به بين المشاعر المقدسة، يقول «في ذلك أجر من الله، خلافا لكونها أبسط خدمة أقدمها لصديق الطفولة». ويذكر هاشم أن صديقه أدى جميع المناسك على عربته، وحين طلب منه أن يدفع به إلى الجمرات للرمي رفض، وتكفل بالرمي عنه بالتوكيل ليجنبه الزحام والتعب، ويؤكد أن خدمته لصديقه لن تتوقف عند هذا الحد، وسيظل في خدمته ما دام قلبه ينبض بالحياة وأنه مستعد لبذل ما هو أكثر في سبيل الوفاء بالصداقة وعرفانا بها.