تعلمنا في فيزياء الطبيعة أن الأجسام تتغير ببطء وفي الكثير من الأحيان لا يمكن ملاحظة ذلك التغير إلا بعد فترة من الزمن، وربما من خلال أجهزة حساسة جداً.. وتعلمنا في كيمياء المادة أن علامة التساوي (=) إشارة قيمة لا نضعها إلا بعد التأكد من الاتزان بين كمية المواد الداخلة في التفاعل وكمية المواد الناتجة من التفاعل لنحصل على معادلة تستحق بجدارة علامة التساوي. وتعلمنا في العبارات الرياضية أن الطرف الذي يحمل علامة أصغر من () لا يمكن أن يساوي علامة أكبر من () في الطرف الآخر إلا في حالة صياغة طرفي العبارة بالأرقام المناسبة لعملية المساواة.... وتعلمنا في علم النفس أن تدرج النضج في الهرم البشري يبدأ بالاضمحلال والتراجع والسير عكس اتجاه النمو لنعود إلى نقطة البداية في قياس أبعاد الشخصية المتزنة.... وتعلمنا في الإدارة بأن خلق التكامل بين عناصر التفكير يدعم آلية تنفيذ الاستراتيجيات ويخدم نظم المدخلات ويدرس الاستفادة من المخرجات في ظل توازن العمليات... وتعلمنا في الحياة أن الصغير يكبر بعقله وعلمه وإنجازاته وأن الكبير يصغر بتفاهته وسذاجة منطقه وسوء تصرفاته لنصل إلى المنطقة المحايدة في خط الموجب والسالب من الأعداد تلك المنطقة تمثل المساحة الحرة للحقائق مجهولة الهوية لدى البعض !! وترصد الواقع السقيم بأفكار بالية واعتقادات سخيفة !! عائق أبجدية التعامل في تخطي فجوة الالتقاء بين الأجيال تلك المعاناة التي أرهقت بيئات العمل المختلفة فالمدراء الأصغر سنا يصطدمون بأولئك المرؤوسين الأكبر سناً الذين يرفضون التغيير ولا يسعون إلى التطوير ولا يتقبلون النقد أو التوجيه أو حتى مجرد التفكير بأن يقود غيرهم الدفة لتبحر السفينة نحو بر الأمان !! نستغرب حقا الحكم على نجاح المدير من فشله لمجرد صغر سنه !! فلا يختلف اثنان على أن الخبرة لها دور في الصمود أمام التحديات، لكن العلم يأتي في قمة هرم التفوق والإبداع والرقي !! كل ذلك يقودنا إلى أن أهمية المؤهلات العلمية التي تتناسب، ونوع المناصب التي يتقلدها الإنسان فهذا يساعد على التنامي، كما أن التعامل مع وسائل التقنية الحديثة حتماً يساعد على مواجهة العقبات التي تعترض طريق النجاح، فالاستفادة من التطورات الحاصلة في بيئة العمل أحد أهم استثمارات الموارد التي توفر رقعة تحفيز تجعل من القائد رجلاً كان أم امرأة أن يكون إدارياً يتمتع بمؤهلات فكرية ومهنية وأخلاقية في التعامل مع معطيات الأحداث لنقول كلمتنا .. ليس المدير من يكبرنا سناً أو يستصغرنا فكراً بل من يقرأ جوهر الرؤى المستقبلية في أعين الشباب ويتيح لهم فرصة المشاركة في البناء والعطاء . قطر: أصغر من تساوي أكبر من (في قاموس احترام الآخر) !!! العنوان البريدي : مكةالمكرمة ص. ب 30274 الرمز البريدي : 21955 البريد الالكتروني [email protected]