في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة وفي خضم التحولات التقنية العظيمة تظهر الحاجة الماسة إلى مواكبة المتغيرات و التكيف مع المستجدات وتسخيرها لخدمة الإنسان بكل الفئات وذلك عن طريق الدخول إلى السباق مع الزمن في التعامل مع المعطيات من أجل الحصول على أفضل المخرجات وفق أنظمة وضوابط وتعليمات لا تخل بالقيم والمبادئ والأخلاقيات وبالطبع هذا ما يساعد أي مجتمع على الرقي والوصول إلى القمة بالعلم والمعرفة واكتساب المهارات ... إن أهمية التعلم لا تقف عند الكيفية التي أكسبت المتعلم المعلومة مع عدم التقليل من أهمية معرفة مصدر المعلومة .. ولا تنتهي عند الصور المتعددة لقياس المهارات التي اكتسبها بالاختبارات التقليدية والطرق البيروقراطية ، مع العلم بأن الاختبارات الإلكترونية هي الأكثر دقة في التحصيل العلمي والقدرة الذهنية !!! إن التعلم الذاتي أوسع من مجرد استيعاب أفكار فهو يرتبط بنظريات ركزت على تنظيم الشخصية ، وهو من أهم الأساليب التي تتيح توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مما يسهم في تطوير الإنسان سلوكياً ومعرفياً ووجدانياً وعملياً، فهو كما عرفه علماء التربية بأنه نشاط تعلمي يقوم به المتعلم مدفوعاً برغبته الذاتية بهدف تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته بما يحقق تنمية شخصيته وتكاملها ، والتفاعل الناجح مع مجتمعه عن طريق الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته في عملية التعلم ... وبما أن العالم الآن يشهد انفجارا معرفيا ضخما وخيالا معلوماتيا متطورا باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم الضيقة وطرقها التي أصبحت مملة ، لابد من وجود إستراتيجية تتيح لطالب العلم إتقان المهارات التي يرغب بتعلمها ليستمر تعلمه داخل و خارج المدرسة وإلى مدى الحياة ، فحب التعلم لدى أفراد المجتمع يساهم في التجديد الذاتي للمجتمع الباحث عن الازدهار والتقدم . في مجتمعنا .. لا أهمية للتعلم الذاتي عند البعض فهم يعتبرونه تجارة لا بد أن تبور!! فالأكاديميون مثلا أكرمهم الله بالحصول على فرصهم التعليمية وتفضل عليهم بدرجات علمية !! ومع ذلك تعلو أصواتهم بين الحين والأخر على أولئك الباحثين عن العلم بالتعليم عن بعد أو التدريب الإلكتروني ، اعتقادا بأن المسألة حب للظهور أو تحايل على المضمون أو بحث عن المساواة بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون !! والبعض الأخر بعيداً عن كل تلك الظنون والمهاترات يسعون فقط إلى تطوير الذات ويبحثون عن الاستفادة واكتساب المعرفة والمهارات ، لم تسعفهم الظروف في وقت ما ، ولم تتوال عليهم الفرص ولم تخدمهم الإمكانات !!! إذاً ما الخطأ في أن يدرك المرء ما فات !! ويحاول تصحيح الاتجاهات فتغير القدرات يرسم مستقبلا مضيئا بالعلم بعيدا عن المخالفات، ويساهم في بناء المجتمع كل بما يستطيع وعلى قدر الإمكانيات ، فالأفراد عادة يصلون إلى المرحلة الجامعية وهم في كامل الوعي بأهمية التعليم والتدريب والتثقيف والتطوير لأنفسهم لكن الإحباط وتقليص الفرص وتضييق الخناق وإغلاق الأبواب يخلق فجوة عميقة بين الأجيال السابقة والصاعدة واللاحقة ، لسنا بحاجة إلى الرتابة و الجمود وممارسة الضغوط !! إننا بحاجة إلى إثراء المسيرة التنموية في توظيف التقنية المعلوماتية بحيث تحترم عقول أبنائنا وتواكب متطلباتهم وتفي باحتياجات مجتمعنا !! قطر: العلم لا يقف عند حد الاعتراف به !! [email protected] مكةالمكرمة ص.ب 30274 -الرمز البريدي 21955