دائماً نقول ويقول غيرنا أن رسالة الصحافة هي أبعد ما تكون عن التقول والافتئات على الآخرين.. وأن الصحفي هو في الأصل امين على الكلمة التي يقولها ونعتقد ان هذه البدهيات يفهمها الكل .. لكن الملاحظ مع الأسف ان بعض المسؤولين يعتنقون مفهوما واحدا هو ان أية كلمة تحمل لفت نظر أو نقدا لوضع - ما - في ادارتهم فإن هذه الكلمة مغرضة وكاذبة.. وترى في ثنايا ردودهم جملة عتيقة هي " على الكاتب أن يتحرى الصدق والأمانة" مع انهم يعرفون تماما ان ما كتب صحيح 100% وهذه مشكلة لأنهم يعرفون ولا يريدون من يقول لهم ان هناك نقصاً أو اخطاءً .. والمشكلة الأعظم ان صنف منهم فعلا لا يعرف شيئا عن المشكلة ولكنه يعز عليه ان تنقد ادارته فتراه يصم الكاتب بعدم الدقة والأمانة وهذا هو الجهل المركب الذي يجب ان يبتعد عنه المسؤول لأنه من الصعب جداً ان يأتي مسؤول يكذب حقيقة يعرفها كل من له علاقة بها .. فالمسؤول مطلوب ان تتوفر فيه خصلة الصدق والاعتراف بالأخطاء والنواقص وان يأخذ مما يكتب مرشداً له في اداء عمله فالصحيفة هي التي يمكن ان توصل إليه كل الحقائق ومن جميع الاطراف بلا اي تداخل قد يصيب تلك الحقائق فيما لو اتخذت طريقا آخر. نكرر القول لكل اعزائنا المسؤولين اننا بما نكتبه في هذه الصحف لا ننشد الا الوصول الى الحقيقة وانتم تهمكم الحقيقة بلا شك ونحن على استعداد ان نتلقى كل التوضيحات التي بدونها لا يمكن ان نصل الى ما نريد الوصول اليه من خدمة عامة لصالح المجموع. قبل ان اختتم هذا اريد ان اشد على أيدي البعض من المسؤولين الذين يتعاونون معنا بمنتهى الحب ويضعون امامنا كل الحقائق وهم بعيدون عن إلقاء القول على عواهنه وذلك لمعرفتهم الأكيدة بمسؤولية الكلمة ومدى رسالتها؟ .. وهم لا يؤمنون بمقولة "كلام جرايد".