لم تفرق امطار الخميس الماضي بين الوديان والمرتفعات فغطت جدة كلها بالمياه من ابرق الرغامة شرقا الى الكورنيش غربا ومن الرحيلي شمالا الى بترومين جنوبا فتحولت الشوارع الى انهار وتحولت الحارات الى بحيرات، ولكن الحقيقة ان كمية الماء التي هطلت على جدة خلال اقل من ساعة كانت كميه مهولة بل ربما حسبناها نوعاً من انواع السونامي ولا اعتقد ان اي نظام لتصريف السيول مهما بلغت كفاءته سيستطيع ان يتعامل مع هذه القرب المفتوحة ولا ابالغ اذا قلت بأن هذه الامطار لو هطلت فجأة على لندن وباريس لحدث فيهما شيء اقرب لما حصل عندنا وقد رأينا القاهرء قبل سنء وفيها نظام تصريف من اكفأ الانظمة رأيناها تغرق لما زادت كمية المطر عن المعتاد وقد عشت في لندن سنوات فوجدت امطارها دائمة ولكنها خفيفة ومتقطعة. وعندما نفكر في الحل لابد أن نفكر في الحلول المعقولة وان يبتعد الكتاب عن العواطف والانفعالات وتبتعد الامانه عن الاستعجال في اتخاذ القرارات. و مشكلة مياه الامطار تشمل جدة كلها ولا ينبغي التركيز على منطقة واحدة كشرق جدة مثلا واعتبارها بؤرة المشكلة وننسى البقية لأن المشكلة شاملة وقد تفاقمت مشاكل الامطار مؤخرا لأن جدة كانت مساحات خالية تتشرب المياه فتعمرت واصبحت كلها شوارع وعمائر ومولات. وبعض مشاكل السيول معروفة السبب وسهلة الحل فمثلا مشكلة مخطط ام الخير سببها السد القديم لذي لم يعد مكانه صحيحا ولو هدم هذا السد وعمل مكانه مجرى كبير للتصريف يتصل بمجرى السيل القديم لانحلت المشكلة فورا والى الابد. و الامطار الغزيرة تصيب جدة مرة في العام وربما تتوقف لعدة اعوام ولذلك فهي ليست مشكلة ملحة كما استطاعت الامانة معالجة معظم آثار السيل الاخير في اقل من يومين وقام الدفاع المدني بواجبه على اكمل وجه،وتلك انجازات تستحق الشكر وهناك حلول مؤقتة يمكن ان تكون مفيدة منها الاستعانة بشباب المتطوعين بالاحياء عند حصول السيول ليقوموا باحضار الوايتات وتحديد اماكن الشفط والتفريغ ومساعدة الناس العالقين ولقد رأينا الشباب السعودي يتحرك في السيل الاخير تلقائياً ويخوض المياه العميقة لمساعدة الناس وابعادهم عن اماكن الخطر. ومنها وضع مضخات شفط دائمة او عمل منسوب تصريف في الاماكن القريبة من الاراضي الخالية والميادين الواسعة لتصريف المياه المتجمعة في الشوارع الى هذه الاماكن بسهولة وسرعة. ومن المقترحات ان تكون لدينا مضخات عملاقة ودائمة تضخ مياه الامطار في مواسير سطحية من غرب جدة وجنوبها الى البحر ومن شرق جدة وشمالها الى بحيرة المسك الجافة حالياً لتصير مستقبلاً هايدبارك جدة.