ارتفع منسوب المياه في البحيرات الخمس، التي تكوّنت جراء سيول جدة الأخيرة، إثر هطول أمطار ليلة الأربعاء 23/12/2009. وكان الدفاع المدني قد بذل جهودا كبيرة لتجفيف هذه البحيرات، التي تسربت إليها مياه الأمطار, التي هطلت على الجبال والأودية المجاورة (للحرازات والصواعد ووادي قوس). وقالت مصادر: إن منسوب المياه عاد في تلك البحيرات إلى الحالة التي كان عليها، بعد أن كان الدفاع المدني قد أوقف عمليات شفط المياه، لتعيد الأمطار حالة البحيرات إلى ما كانت عليه بعد السيول. وضاعف من المشكلة أن القنوات التي شقها الدفاع المدني لتصريف المياه من تلك البحيرات، امتلأت هي الأخرى بالمياه. ونجح الدفاع المدني في تنفيذ الخطة الاحترازية بتحويل مياه الأمطار التي هطلت إلى بطون الأودية، وذلك بفضل 4 سدود احترازية أقامها الدفاع المدني مؤخرا. وقال العقيد محمد الشعباني المشرف على عمليات الإنقاذ في الدفاع المدني: "إن هذه السدود حولت المياه إلى بطون الأودية بشكل ناجح". وأوضح الشعباني أن فرق الدفاع المدني نفذت خطط الطوارئ لمواجهة الأمطار، حيث تم سحب آلات ومعدات شفط المياه، وأعيد نشر الفرق بعد توقف هطول الأمطار مباشرة. من جانبها, سارعت أمانة جدة إلى تطبيق خطة الطوارئ، وتم توزيع كامل عمالة شركات النظافة الثلاث في الفترة الصباحية, الذين يزيد عددهم على 1000 عامل و170 ناقلة, على البلديات لتنظيف وشفط تجمعات المياه. وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية للأمطار في أمانة محافظة جدة المهندس فيصل شاولي, أنه منذ تلقي بلاغ الرئاسة العامة للأرصاد بهطول أمطار على جدة, تم إعلان حالة التأهب وتحديد المواقع الحرجة في المدينة، وأماكن تجمع المياه، سواء في الشوارع الرئيسة أو الفرعية, أو أمام الجهات الحكومية والمدارس والمساجد، مشيرا إلى أنه جرى نشر فرق ميدانية للبلديات الفرعية والعمل على معالجة سلبياتها في أسرع وقت ممكن، مع توزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدى غرفة العمليات مسبقا, والتي تتجمّع فيها مياه الأمطار. وقال: إن الأمطار التي سقطت على مدينة جدة تفاوتت أحجامها, حيث بلغ منسوبها في نطاق بلدية المطار 6.4 مليمتر، وفي قويزة 12 مليمترا، فيما بلغت 17 مليمترا عند بحيرة الصرف الصحي، مضيفا أنه تم تجهيز غرفة الطوارئ من أجل استقبال البلاغات ومباشرة الحالات فورا، حيث تلقت عمليات الأمانة 200 بلاغ من الثامنة مساء الثلاثاء 22/12/2009 حتى الثامنة صباح اليوم التالي. وأفاد شاولي بأن اللجنة حدّدت مواقع تجمع مياه الأمطار في الشوارع الرئيسة والفرعية والمساجد والمدارس، والجهات الحكومية، وبيّن أنه تم تشغيل 390 فتحة لتصريف المياه في المناطق المغطاة بشبكة تصريف مياه الأمطار، وفي بلدية جدةالجديدة تم تشغيل 120 فتحة لتصريف مياه الأمطار، وفي بلدية المطار تم تشغيل 90 فتحة، وفي بلدية العزيزية تم تشغيل 150 فتحة، وفي الجامعة تم تشغيل 30 فتحة تصريف.