كما جاء في دراسة للدكتور أحمد قشاش شجرة للطب ... وصف يطلق على شجرة "العصر" بفتح العين والصاد التي تعد من أهم الأشجار البرية المنتشرة على نطاق واسع في سهول تهامة منطقة الباحة حيث أنها تحمل الكثير من الأسرار والفوائد الطبية المختلفة . ووفقاً لما ذكره الدكتور أحمد بن سعيد قشاش في دراسته لهذه الشجرة التي صدرت في ملحق مجلة تهامة الصادرة عن الغرفة التجارية الصناعية بالمخواة فإنها شجرة من الفصيلة البخورية واسعة الانتشار تنبت في الأغوار الغربية الدافئة من جبال السراة وفي السفوح والأسناد الصخرية التي ترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 400 إلى 1200 متر . وتوصف شجرة العصر بأنها ترتفع نحو 2.5 متر عن مستوى الأرض جذعها أبيض مخضر يعلوه قشور رقيقة صفراء تتقزم كلما علت منابتها , أغصانها متشابكة شديدة الاعوجاج يحميها أغصان صغيرة تشبه الأشواك تقل بالتدريج كلما علت أفرع الشجر ، وأوراقها ثلاثية ليس لها رائحة . وبين الدكتور قشاش أن أزهار العصرة وهي مفرد العصر كاسية حمراء مصفرة صغيرة متوجة بأربعة فصوص مخصرة , وثمارها بيضاوية قاعدتها عريضة ورأسها مدبب معكوف لونها أخضر يحمر عند النضج في داخلها بذرة واحدة سوداء يغلفها لب أحمر وربما غلفها من الأصل إلى المنتصف فتظهر باللونين , تتغذى عليها القرود والأغنام وأنواع من الطيور وربما يأكلها الإنسان الذي قد يجد من جراء ذلك بعض الصمم ولكنه يزول عن قريب. وأهم ما يميز هذه الشجرة عن سائر البخوريات عصارتها التي تسمى / المُر / وسميت بذلك لمرارتها الشديدة , وهي مادة صمغية صفراء محمرة أو بنية تخرج من تلقاء نفسها صيفاً أو بجرح ساقها أو أحد أغصانها فتجف عند تعرضها للهواء ثم تجمع في آنية خاصة. ويستعمل صمغ المر الناتج عن شجرة العصر في علاج أمراض الصدر كالربو والسعال وكذا أمراض الحلق واللثة وأسقام البطن , ويستخدم أيضاً بعد سحقه في تضميد الجروح والعظام المكسورة عند تجبيرها وكذا لمعالجة الشجاج الحادثة فهي تطهر الجرح وتلحمه وتخلط أيضاً مع العسل لعلاج الغرغرينا التي تبرأها على عجل بإذن الله تعالى إلى جانب استعمالها لضماد مواضع الألم من الظهر والمفاصل بعد سحقها وعجنها بالماء وكذا عبر خلطها بالحناء لتضميد بطون الأقدام الملتهبة . ويذكر الكاتب أن المر قد عرف منذ القدم واستعملته شعوب كثيرة في أغراض شتى , وكان هو واللبان مصدر ثروة عظيمة للدول التي نشأت في جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام نظراً لفوائده الجمة . ولم تكن الفائدة محصورة فقط على صمغ أشجار العصر بل أن أعواد تلك الأشجار كانت تستخدم كذلك في العديد من الآلات القديمة حيث كان يصنع منها بعض آلات الحرث كالمقرنة والنير ونحوها ويصنع منها أيضاً المحالة التي تعد من آلات نهز الماء من البئر إلى جانب أنها كانت تستخدم بربطها على ظهور من يرغبون في تعلم السباحة في الغدران أو القلوت أو الآبار حيث أنها تساعدهم على الطفو حتى يتقنوا العوم . الجدير بالذكر أن شجرة العصر وإن اختلفت مسمياتها من مكان لآخر تظل واحدة من أكثر الأشجار رواجاً في الأسواق نظراً لما تحويه من فوائد طبية كبيرة ساهمت في علاج أمراض كثيرة فقد الأمل من علاجها عبر الطب الحديث ولكن بفضل الله أولاً ثم بفضل هذه الشجرة برأت وتشافت . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل