هناك نقاشاً قائماً حول مدى توفيق القنوات الفضائية في الوصول لأهدافها في تقديم خدمات إعلامية متخصصة فلكل قناة من هذه القنوات نظريتها التي توظفها ليكون لها تأثير وقع على العامة والخاصة من جمهورها المستهدف تفرض قوة الجذب الجماهيري لها ومن ثم الحكم عليها؟ دون التعرض المباشر لبعض الاساليب. نحن لا ننكر أن هناك تجارب مستفيضة في استخدام شبكات الاعلام في المجال التعليمي واهتمام اليونسكو بزيادة البرامج الثقافية يأتي من الاتهام الدولي في كشف الطاقات الكامنة للأجهزة الاعلامية لنشر العلم والمعرفة والتحصيل رغم هذه المحاولات إلا أن الدور الايجابي لم يتحقق بعد.. وهذا لا ينطبق على كافة القنوات الفضائية.. فقد بدأ البعض في ايجاد برامج تعني بالتعليم والثقافة والفنون والآداب عموماً. إن عملية الاتصال الاعلامي تنطلق من مفاهيم ومرتكزات منها الاقناع والتكييف فالرسالة الإعلامية تصل بنا الى نوع من التوافق الذهني بين المرسل والمرسل اليه .. ترتبط بحاجة في النفس البشرية. ولا يمكن ان نصل الى النتيجة المرجوة من ذلك دون اسس مدروسة في اطار اعلامي مميز بين قناة واخرى. ان تبادل الأفكار والحقائق لمنهجية نابعة من ثوابت تحقيق الفهم المشترك بين الجهاز الاعلامي والمتلقي؟ ضرورة الغاية منه الارتقاء بالرسالة الاعلامية وادراك حاجات المجتمعات لها. فعملية الاتصال الاعلامي بهذا المنطلق لها خلفيات اجتماعية وتاريخية ذات ابعاد متصلة بعادات وتقاليد الشعوب. وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن هناك تصارعاً بين المجتمعات النامية والمتطورة .. نجد بروز بعض التعقيدات اي بين فلسفات اعلامية ملتزمة بخطوط ثابتة وبين اخرى غير ملتزمة؟ ومن هنا يأتي دور البيت بظروفه وتأثيراته لهذه البرامج فيما يشاهد.. أو لا يشاهد؟ والمتتبع للقنوات الفضائية العربية. يجد انها تعتمد على الاتصال اللفظي .. ذلك النوع من الاتصال الاعلامي الذي يعتمد على الكلمات والالفاظ.. ولاشك ان للمعاني في الاتصال اللفظي اهمية بالغة كما في اي نوع اخر من انواع الاتصال الجماهيري.. واخرى تركز اهتماماتها بمعاني الكلمات والرمز وردود الافعال وحيث ان الاتصال الاعلامي يتم اساساً عن طريق الكلمات فان معانيها ووضوحها وفهمها يعتبران امراً حيوياً. ولكن تأتي هنا الصعوبة.. صعوبة الاتصال الفظي الكامنة في تأثير الكلمات بالاختلافات الشخصية والوضوح الذي يكون عليه المرسل والمستقبل وقت القيام بعملية الاتصال الاعلامي .. ذلك أن المعني الذي يعطيه المذيع او المذيعة للمتلقي يعتمد على مشاعره وقد يكون المعنى الذي ادركه المتلقي غير المعنى الذي قصده المرسل. ولكي يكون الاتصال اللفظي والدلالة العلمية لمعاني الكلمات سليمة.. ينبغي ان يختار القائم بعملية الاتصال الكلمات ويمليها بعناية شديدة.. بجانب استعمال اللفظ البسيط لان افراد المجتمع يختلفون في درجاتهم العملية والاجتماعية والثقافية.. مما يؤثر على المتلقي في تلقية الرسالة الاعلامية مهما كانت نوعية مادتها. من هذا المنطلق لابد للقنوات الفضائية العربية ضرورة ايجاد الاسس العلمية للاتصال الاعلامي وتطويره بما يضمن ارتفاع معدلات الثقة من المتلقين بيد أن المتتبع لبعض القنوات يجد ان بعض من المرتكزات العلمية مفقودة في هيكلة برامجها ومن تلك المرتكزات العوامل النفسية والاجتماعية التي ينبغي توافرها لانجاح الاتصال الجماهيري.