كانت "البلاد" قد نشرت العام قبل الماضي 1430ه معاناة الناس في مركز الشميسي ايام الحج وتحديداً اهالي مكةالمكرمة واصحاب المصالح والذين بقوا ساعات في المركز انتظاراً للبحث عن "تصريح الحج" وهذا العام نشرت البلاد في 8- العقدة - تكرار المشكلة وردت الجوازات في 15/ 11 ونشرنا في 22- القعدة - عن تحسن الوضع في المركز من واقع "ميداني" وكنا نعتقد ان الامر سوف يتجه للتحسن الا ان الواقع تحدث بغير ذلك بل ان معاناة الناس ازدادت عن العام الماضي خاصة مع بداية شهر الحج الامر الذي ساهم في تعطيل الناس بمختلف اهتماماتهم وحاجاتهم النساء والمسنين والمرضى وفي مساء الخميس 5- الحجة 11 نوفمبر وصلت الى مكان وقوف "سرى" السيارات من جدة إلى مكةالمكرمة في الساعة الثانية عشرة مساء وبعد مرور ساعة بعثت رسائل جوال الى العميد سالم الزهراني مدير عام منطقة مكةالمكرمة للجوازات والعميد عائض اللقماني قائد مهمة الحج للجوازات بأننا نقف الآن ساعة في الشميسي وكان ذلك في حدود الواحدة صباحاً. الا انني وقفت ومعي اعداد كبيرة من السيارات ساعة اخرى واتصلت بالعقيد عبد الله العرابي من جوازات المنطقة وفي الساعة الواحدة و50 دقيقة وانا اتجاوز من امام "عسكري الجوازات" بمعنى انني قضيت 120 دقيقة في مركز الشميسي واتصلت قبلها بالمسؤول في المركز فوجدت ضابطاً برتبة نقيب " اسمه مروان" وكان يحدثني بأسلوب راقٍ ويعد بحل المشكلة الآن مع قائد المركز "العقيد" وطبعاً لم يحصل شيء من ذلك لأن الامر كما هو والسيارات في ازدياد وهو ما استمر حتى مساء الثامن وصباح اليوم التاسع. ان هذه المشكلة التي كانت لأسباب البحث عن "تصريح الحج" للسعوديين وغيرهم من الحجاج لم تكن في مدخل الشميسي فقط بل في كل مداخل مكة من جميع جهاتها وان كان مركز الشميسي اكثرها "كثافة" واهمية لارتباطه بمحافظة جدة مما اضطر الناس للتوجه من خط "الخواجات" والذي يخلو من اية سيارة امن وخط واحد وبدون اضاءة ويصل الى مدخل مكة من جهة الجنوب طريق الكعكية وهو ما ساهم في ارهاق الناس بل ان هذه المراكز وتحديداً الشميسي منعت الكثير من الناس من مراجعة مستشفيات جدة او الزيارة أو النزول والصعود في نفس اليوم بل منعت العديد من المقيمين في جدة من السعوديين وغيرهم في الصعود لأسرهم او اقاربهم في مكةالمكرمة دون ان تكون لهم علاقة في ذلك بل انهم تحملوا ارهاق وساعات الوقوف في الشميسي وغيره خاصة للمضطرين والمرضى والنساء ولا أعرف كيف سيكون الحال في الاعوام القادمة وهل نشهد تكرار هذه المشكلة كل عام ولحوالي 20 يوماً اعتباراً من النصف الثاني من القعدة؟ وكيف اجازت ادارة الجوازات ان تعطل الناس وتمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية وهي تعلم ان بين هؤلاء من ليست لهم علاقة بالامر وهل انتهت الافكار والحلول او اننا لا نفكر في "حرية" الناس وحقهم في ممارستها او لأننا لا نطالب بذلك ونرضى بأي أمر مهما كان ونبقى "ضحية" سوء وغياب التنظيم والتطوير لآليات العمل والافكار الطارئة؟.