بحكم العلاقة الإعلامية ووجودنا في مكةالمكرمة فقد وقفت على الاستعدادات لحج هذا العام منذ وقت مبكر وأتحدث بصراحة عن جهود تضافرت لتوفير ما يؤدي لراحة الحجاج على مختلف المسؤوليات كما وقفت على اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا من خلال مرافقتنا لجولته السنوية في الخامس من ذي الحجة وحضورنا المؤتمر الصحفي في مكةالمكرمة وكذا جهود كبيرة بدأها منذ فترة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية..إلا أن واجب المهنة يحتم عليَّ أن أنقل للمسؤولين هذه الملاحظات المهمة التي تحتاج إلى حلول عاجلة وآنية استعداداً لموسم الحج القادم. أولى هذه الملاحظات ما عانيته شخصياً مساء يوم السابع من الحجة في طريقي من جدة إلى مكةالمكرمة وهو ما تكرر العام الماضي 1428ه.. فقد رأيت معاناة الناس في الوقوف لساعات في نقطة تفتيش "الشميسي" فقد وصلت إلى مكان النقطة في الحادية عشرة و35 دقيقة وغادرتها في الثانية عشرة والربع من أجل "سوء تنظيم" أشرنا له هنا في البلاد بعد نهاية حج العام الماضي ولم يتجاوب معه أي مسؤول في الجوازات أو أمن الطرق أو الجهة صاحبة الاختصاص..لقد استمرت معاناة الناس لعدة أيام وحتى مساء الثامن من الحجة وصباح التاسع لأسباب إصرار الجوازات على عدم قفل المسارات الأمر الذي يجعل من أصحاب السيارات ينتقلون من "حارة" إلى أخرى ظناً منهم أنهم يستطيعون السير بسرعة بعد أن عانوا من الانتظار وأكثر هؤلاء ليس لهم علاقة بالحج وأصحاب مصالح ومعهم سيدات ومرضى خرجوا لقضاء الحاجة بجوار سياراتهم والأمر لا أعتقد أنه يشكل "معضلة" لا يستطيع الأخوة في الجوازات وضع الحلول له فهناك ستة مسارات لكن عدم قفل هذه المسارات بالكامل يؤدي للفوضى ثم إن العدد الموجود من الأفراد للبحث عن تصريح الحج قليل فلماذا لا يتم تكليف عدد من الأفراد بالمرور على السيارات قبل أن تصل إلى نقطة النهاية وإنهاء إجراءاتها وتسليم أصحابها "بطاقة" أو "استكر" يدل على أن السيارة انتهت إجراءات مراقبتها وركابها حتى إذا ما وصل السائق إلى نهاية النقطة أذن له الموجود هناك بالمرور لأننا عندما اقتربنا وقبل حوالي 20 متراً من نقطة النهاية أشار لنا أحد الأفراد بالسير دون أن يسألنا أحد عن تصريح أو خلافه؟! الأمر الثاني النقص الواضح في الماء في أحياء مكةالمكرمة رغم تعبئة خزانات المشاعر قبل فترة كافية ومعاناة الناس لتأمين المياه وهو ما حدثنا به عدد من الذين أدوا الحج وأنهم بقوا من عرفات إلى مزدلفة أكثر من عشر ساعات لمسافة لا تتجاوز سبعة أمتار أو أكثر بقليل وهناك من غادر عرفات في الخامسة عصراً ووصل منى في الخامسة من يوم العيد العاشر من الحجة ولا أعرف هل هي الطرق أو زيادة عدد السيارات أم "الخطة" وراء هذه المعاناة التي أتعبت الناس وأرهقتهم خاصة وفيهم من غير أهل البلد والمرضى والسيدات والمسنين وغيرهم.. وأسأل متى تنتهي مشكلة المرور من عرفات إلى منى أو أن الحل النهائي في القطارات التي نشر عنها قبل الحج وتنتهي بعد عامين؟ ! أملي أن تكتمل الصورة البهية والتي عمل على نجاحها عشرات الألوف من أبناء الوطن.. [email protected]