الحج موسم عظيم، تُجنّد له كل الإمكانيات، وتقف فيه الدولة بكل إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن، وعلى أعلى المستويات، ومن مستلزمات الضرورة لهذه الأعداد التي تتجاوز المليونين من حجاج الداخل والخارج أن يبلغ الضغط ذروته على الخدمات المقدمة، والإدارات الحكومية في المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وخاصة مدينة مكةالمكرمة لضمها المشاعر المقدسة. فالخدمات مثل: الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، والمرور تعاني الكثير من الضغط الخدمي عليها، خاصة في شهري ذي القعدة وذي الحجة، وبالذات الضغط المروري الهائل الذي يشهده الطريق السريع مكةالمكرمة - جدة، ومنذ عدة أعوام وعندما بدأ التشديد على مسألة تصاريح الحج للمواطن والمقيم بدأت تقام على طريق جدة المتّجه لمكةالمكرمة ثلاث نقاط تفتيش إحداها الرئيسة الدائمة في منطقة الشميسي، وواحدة في بحرة لفرز السيارات، وثالثة عند مدخل مكةالمكرمة قريبًا من مخطط الزايدي لحجز السيارات الصغيرة، وقد اتصل بي وهاتفني الكثير من سكان مكةالمكرمة من الذين يعملون في جدة، أو يدرسون بها، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف يوميًّا يستعلمون الطريق للعمل، أو للدراسة، أو للعلاج اتّصلوا بي يشرحون المعاناة مع ازدحام الطريق، ونقاط التفتيش الثلاث التي قد يستغرق الوقوف فيها ساعة كاملة، خاصة نقطة الشميسي. كل ذلك يستمر تقريبًا من بداية شهر ذي القعدة، وينتهي بعد الوقفة بعرفة، ولا تنتهي معاناة سالكي الطريق عند ذلك الحد، بل ينعكس بعد الحج مباشرة وحتى شهر محرم في طريق مكة المتّجه لجدة، حيث نقاط أخرى للتفتيش يُضطر غير الحاج أن يقف فيها وطويلاً أيضًا، لا شك أن الوقت المهدر في طريق مكة - جدة، وباتجاهين، ولمدة الشهر يحتاج نظرة فاحصة واعية، تراعي ظروف الناس من مرضى، وموظفين، وطلاب، وذوي الحاجة. وذكرنا ذلك في مقالات سابقة، وتطرق له غيرنا من الكتّاب، وهناك حلول بسيطة سهلة في نقاط التفتيش نعيد ذكرها، منها تخصيص مسار أو مسارين لحافلات الحجاج، ومسار أو مسارين آخرين لسيارات نقل البضائع، وتخصيص مسارات أخرى للسيارات الصغيرة، مع مسار للموظفين والطلاب مخصص لهم اختصارًا للوقت الطويل الذين يقضونه في التفتيش، مماثل للمسار الخاص المتروك لسيارات المرور، أو للضيوف، المعاناة التي ظهرت في اتصالات أو إيميلات المواطنين تستدعي إعادة النظر، والرأفة بمستخدمي الطريق، فلهم قصص من المعاناة تستدعي النظر فيها، والحلول سهلة، وفي متناول أيدي المسؤولين في إدارة أمن الطرق والجوازات وغيرها من الجهات المعنية. طلب مُلِحّ من الكثير من أبناء مكةالمكرمة التي تتعلق مصائر حياتهم اليومية في طريق مكةالمكرمة - جدة، ويعانون لأكثر من شهر في موسم الحج، وأيضًا في شهر رمضان المبارك في نقاط التفتيش، كان يمكن تنظيمها وترتيبها بشكل ميسر وسهل، وليس ذلك على العلم والفهم ببعيد. * رسالة: التخطيط الجيد، والتنفيذ الجاد يحتاجان دومًا إلى مراجعة دورية للإجراءات أيًّا كانت؛ حتى نضمن السلاسة في التنفيذ، وعدم إهدار الجهد والمال والوقت.