حققت الخطط التي وضعتها الدولة لحج هذا العام 1429ه نجاحاً كبيراً بكل المقاييس وتحدث الحجاج عن امتنانهم للخدمات التي قدمت عبر أكثر من 17 وزارة - سواء الأمنية أو الصحية أو التموينية وغير ذلك.. هذا النجاح عاد بالسعادة على كل أبناء الوطن من منطلق تشرفهم بخدمة الحجاج سواء في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة أو المشاعر المقدسة .. لكن برزت أثناء التطبيق ملاحظات وجدنا انه من الواجب الاشارة اليها لتكتمل الصورة البهية في السنوات القادمة. تصريح الحج رغم انها تطبق لأول مرة هذا العام الا ان فكرة "تصريح الحج" حققت الكثير من النجاح وساهمت في غياب الصورة القديمة للمفترشين الذين كانوا يؤدون الحج دون ارتباطهم بسكن او مكان معروف في المشاعر وفي منى تحديداً ويقضون الحج تحت الجسور وبالقرب من الجمرات وبين الخيام وساهم ذلك في الكثير من السلبيات .. تحقيق تصريح الحج نجاحاً بنسبة 40% يعد كافيا في أول عام يطبق فيه ولا يمكن الا ان يستوعب الناس سواء ابناء الوطن أو المقيمين فيه في السنوات القادمة أهمية تصريح الحج واهمية عدم تكرار الحج لأعطاء الفرصة لمن هو أحق به منهم من الداخل أو الخارج كما ان عدم وجود امكانية للحج يرتبط بشرط الاستطاعة الذي اقترن بالحج "لمن استطاع إليه سبيلا". لكن يبدو أن اخواننا في "الجوازات" و "أمن الطرق" لم يعدوا للأمر عدته فجاء الخلل الذي بدأ من العام الماضي 1428ه عندما تعطل الناس وأكثرهم ليست لهم علاقة بالحج لأكثر من ساعتين في نقطة "الشميسي" طريق جدة - مكة ولم يجدوا منفذاً الا البقاء هذه المدة وفي هذه السيارات مسنين وسيدات ومرضى واصحاب مصالح وهذا العام 1429ه بدأت المشكلة تشتد من اليوم الخامس وحتى صباح يوم عرفة .. ويعجب كل من رأى المشكلة في عدم التصرف من قبل الجوازات وأمن الطرق .. وقد اجرينا اتصالاً مساء يوم الثالث بأحد المسؤولين التنفيذيين في الجوازات من قيادات الحج ونقلنا له الفكرة ووعد بزيارة الموقع وانهاء المشكلة إلا أن الأمر ظل كما هو حتى انتهاء موعد البحث عن التصريح حسب الخطة.. والمشكلة ان "المسارات" التي وضعت لسير السيارات لم يتم اقفالها لإلزام السيارات فيها وعدم الخروج إلى "المسارات" الأخرى وهو ما أدى للتعطيل زد على ذلك ان العدد الموضوع في نهاية المسار من رجال الجوازات لا يتفق مع اعداد السيارات ومن فيها وكان الأولى أن يتم تخصيص رجال جوازات "على مسافة كيلو مترين يمرون سيراً بين السيارات ويتأكدون من السيارات التي ليست لها علاقة بالحج ولا تحمل حجاجاً ويسهلون مرورها عبر "مسار خاص" بوضع "استكر" أو غيره لأن كثيراً من الناس تركوا سياراتهم وخرجوا لحماية انفسهم من "التصادم" أو "لقضاء الحاجة" خاصة المرضى.. وما نعرفه الجوازات جندت الآلاف من رجالها من جميع المناطق للعمل خاصة وان المهمة لهم كانت في منافذ الدخول فقط وتكرر الأمر في "نقطة تفتيش" الطائف - مكة من جهة الشرائع. تكرار المشكلة لكن المشكلة تكررت اعتبارا من مساء الثاني عشر واقتراب فجر الثالث عشر وحتى الخامس عشر وكانت من بداية خط مكة - جدة السريع .. إذ توقفت حركة السيارات لأكثر من ساعة من اجل مرور السيارات التي تنقل الحجاج أثناء توجهها إلى جدة الى مركز "التفويج" الواقع على الخط مباشرة ويبقى الناس في انتظار رجال وزارة الحج والأمن وأمن الطرق في البحث عن الحجاج حسب جدول المغادرة وايضا اتصلنا بمسؤول في وزارة الحج فقال ان هذا المركز لهم خبرة فهو يتأكد من وجود "جوازات" وتذاكر المغادرة للحجاج خوفا من مغادرة حاج دون جواز والبقاء في مطار جدة رغم الاتصال بمسؤول أمني فقال انها مهمة "أمن الطرق" ومساء الجمعة اتصلنا بمسؤول في "المرور" فقال ان المرور ليست له علاقة والأمر لدى أمن الطرق.. طريق الليث ورغم خطورة "طريق الليث" جنوباً من جهة "الكعكية" إلا أن الناس اضطروا لاستعماله لمواصلة طريقهم إلى جدة عن طريق "نقطة الشميسي" خشية التعطيل ومن هؤلاء المرضى واصحاب المواعيد لدى الأطباء أو الراغبين في المغادرة من غير الحجاج. ليلة النفرة ونعود إلى ايام الحج إذ ساهمت بعض خطوط السير من عرفات إلى مزدلفة وبعد عشر ساعات الى منى بعد ان اصابهم الإرهاق ومن هؤلاء ايضا مسنون ومرضى وأطفال وسيدات وفضل اصحاب القدرة على "السير" إلى مزدلفة ومنى وهذه المشكلة لا زالت منذ أكثر من ثلاثة عقود ورغم معرفتنا بثبات الخطوط المؤدية من عرفات الى مزدلفة ومنى منذ سنوات الا ان هذا الأمر لا بد أن تكون له حلول لدى الأخوة في الأمن العام "قيادة أمن الحج" وتحديدا اصحاب العلاقة بالمرور وخطة السير وقد ساهم هذا الوضع في ارهاق الحجاج وتعطيلهم عن اتمام الشعائر. مكة بدون ماء ما نعرفه وما ينشر في الصحف أن جميع الخزانات التي تغذي عرفات ومزدلفة ومنى يتم الانتهاء من تعبئتها منذ شهر شوال وجزء من القعدة بطاقة تكفي للحجاج على مدى خمسة ايام من الثامن للثاني عشر لكن الاخوة ايضا في فرع وزارة المياه والكهرباء يفاجئون اهالي مكةالمكرمة بإيقاف الضخ للأحياء التي تصلها شبكة المياه اعتباراً من اول الحج وحتى الثاني عشر منه وفي ذات الوقت يستغل اصحاب الوايتات هذه المشكلة ويرفعون قيمة الوايت خمسة اضعاف من المحدد لهم في مثل هذه الايام والناس تحت حاجة الماء يدفعون وهذا العام بحث الناس عن الماء ولم يجدوه وتأتيهم الاجابة "تم تحويل الضخ إلى المشاعر" ولا اعرف لماذا هذا الاستعداد من فرع الوزارة وهذا التوقع لانقطاع الماء في المشاعر طالما انهم يعرفون ان الماء في المشاعر يكفي لأكثر من عشرة أيام حسب الكميات التي تم تأمينها هناك وما ذنب الأهالي ولماذا لم يتم تجهيز البديل لهم حتى ولو كان ضخ المياه ليوم واحد. تفويج الحرم قبل أكثر من عامين نشرنا هنا في البلاد حديثا او تصريحا لأحد المسؤولين في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين قال فيه ان هناك دراسة لعمل تفويج لدخول الحرم اعتباراً من مساء يوم العاشر وفي يوم الثاني عشر حتى يتم ادخال العدد الذي يمكن أن يؤدي المناسك بعيدا عن خطورة الزحام.. وبعد انتهاء مشكلة الجمرات بعمل الجسر الذي حقق نجاحا للعام الثاني على التوالي وسيتم الانتهاء منه لاستعماله في حج 1430ه ببناء الدور الرابع اصبح الأمر يشكل ضغطاً على الحرم لوصول وفود الحجاج اليه بسرعة عبر العديد من الخطوط ومن شاهد منظر المسجد الحرام بعد صلاة العشاء يوم الثاني عشر يجد أن جميع أدوار الحرم وصحن الطواف ممتلئة بالناس وفي ذلك خطورة من جراء هذا "الزحام" ونعتقد أن المسؤولين عن الحج يفكرون في هذا الأمر والخطط موجودة ومن الممكن مع التنظيم القضاء على هذه المشكلة. قطارات المشاعر الأمين العام المكلف لهيئة تطوير مكةوالمدينة والمشاعر تحدث عقب انتهاء موسم الحج وسبق ان تحدث ل "البلاد" قبل أكثر من شهرين من أن الاعوام القادمة سوف تشهد تسيير "قطارات" من عرفات لمزدلفة والى منى وقال انها تنتهي بعد عامين وهو أمر جيد لكنني توقفت امام المدة وأهمية المشروع وهل من الممكن الانتهاء من هذه القطارات في 24 شهراً فقط؟! وما هي فكرتها وهل هي عبارة عن مركبات تنقل الحجاج من عرفات وتقف في مزدلفة ثم منى ثم هل الطرق الآن بوضعها تستوعب هذه القطارات وكم سيكون عددها؟ النقل العام استغل اصحاب السيارات الخاصة من ابناء الوطن والمقيمين وهم الأكثر غياب النقل العام في الحج وقاموا بتسخير سياراتهم لنقل الحجاج من الحرم الشريف الى الاحياء المجاورة العزيزية - الششة - جرول - المعابدة وغيرها بأجرة مبالغ فيها وصلت الى 200 ريال للمشوار الواحد واضطر الناس حتى اهالي مكة للدفع تحت ضغط الحاجة وعدم وجود نقل عام منظم للناس. هذه الملاحظات انني اضع هذه الملاحظات والآراء بين يدي المسؤولين عن الحج وفي مقدمتهم لجنة الحج العليا واللجنة المركزية للحج وأثق انها سوف تجد الاهتمام خاصة وهي متعلقة براحة الحجاج وخدمة المواطنين والمقيمين وهو ما وجدناه يتحقق على الواقع.