إن المتابع لمشاعر الحب والابتهاج التي حظيت بها عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض بعد ان منّ الله عليه بالشفاء بعد العملية التي أجريت لسموه مؤخراً ومهما اختلفت هذه المشاعر في صورها وطريقة التعبير عنها ماهي إلا دلالة واضحة لما اتسم به سموه من سجايا ونبل في الأخلاق وقضاء حاجات الناس، ولهذه المشاعر المتدفقة والفرحة الكبيرة اسباب ، فسموه رجل بر ووجه خير يقضي جزءاً كبيراً من وقته في متابعة القضايا الإنسانية وحل مشكلات المحتاجين والتعاطف التام مع أصحاب الحاجات، وشغله الشاغل توفير الرعاية الصحية لمن ابتلي بالمرض، ومتابعته لحالات العوز والمرض ونداءات المحتاجين، فقد كان لسموه تجاوب كبير في مساعدة كثير من الحالات الانسانية والاجتماعية وتخفيف مصاب الآخرين داخل المملكة وخارجها. إن تاريخ هذه الشخصية المحبوبة مليء بالشواهد في محبته سلمه الله لعمل الخير، فكان بحق رائداً في دعم العمل الخيري ومساعد الجمعيات الخيرية، وقد كنت شاهداً لقصة انسانية ساهم سموه بمعالجتها؛ فعندما كنت رئيساً لتحرير مجلة "الرابطة" قبل ربع قرن تقريباً وصلتني رسالة من فتاة مصرية تحكي مأساتها؛ للاختصاصيين حيث فقد عائلها واخواتها البنات " والدهن" بصره فجأة ولم يكن لهن من عائل بعد الله إلا هو ، وأنهن ذهبن به للاختصاصيين فأفادوهن بأنه يحتاج لعملية جراحية في عينيه خارج مصر ستعيد له النظر إن شاء الله وأرفقت في رسالتها التقارير الطبية التي تثبت ذلك ، وأن العملية تكلف نحو عشرين الف جنيه مصري؛ فلم تطل حيرتي في الكيفية التي يمكنني أن اسهم في مساعدتهن اذ قمت بكتابة خطاب على رسالتها لسموه الكريم ، وبعد بضعة أيام جاءتني رسالة من مدير مكتب سموه وبرفقتها الخطاب وبداخله "شيك" بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي باسم باعثة الرسالة اي نحو "40" الف ريال سعودي أي ما يعادل "60" الف جنيه مصري؛ اي ثلاث اضعاف تكلفة العملية الجراحية حتى يتسنى لهن السفر والصرف على العملية والإقامة خارج مصر.فقمت بإرسال ذلك "الشيك" لهن ، ففرحن فرحة كبيرة، وسافرن بوالدهن واجريت له العملية بنجاح وعادت لوالدهن بفضل الله ثم بفضل سموه نعمة الإبصار، وكتبن لي بعد عودتهن بذلك وهن يدعون لسموه ويرددن في خطابهن عن سموه : " يا سلمان يا أمير الأمراء". وبالرغم من ان سموه يُعد أميراً للثقافة والأدب وصديقاً للصحفيين وعاشقاً للتاريخ؛ فإنه إداري فذ وقائد ناجح يحرص على وجوده في مكتبه واطلاعه على شؤون المنطقة، واستقبال المراجعين وحل قضاياهم وهمومهم بمنهج اسلامي فريد ورائع ويتابع عن كثب الوضع في مدينته والمحافظات التابعة لها، يطبق "الديمقراطية" وسياسة الباب المفتوح المشرع للجميع والذي يشيع الطمأنينة والثقة بين الحاكم والمحكوم.كما أن الأمير سلمان مهندس عاصمة بلادنا "الرياض" وباني نهضتها وتطورها والتي كبرت في عهده، وازدادت بجهده وأصبحت واحدة من أجمل العواصم، حتى أصبحت عاصمة مبهرة بشوارعها ولوحاتها الإرشادية واحيائها وتوفير جميع الخدمات لخدمة سكانها يعجز عن مجاراته الكثير، فهو قدوة لا تستنسخ . إن الحديث عن الأمير سلمان ورصد إنجازاته ومواقفه وإبداعاته لايكفيه مثل هذا الحيز الصغير، فهو صاحب مشوار تاريخي حافل بخدمة الوطن وافعال الخير، ومتمنين لسموه دوام الصحة والعافية. قبسة: تكرم النخلة لأنها لا تعمل من اجل نفسها، ولكن من أجل الجميع. "حكمة عالمية" مكةالمكرمة : ص.ب 233 ناسوخ 5733335