تعلمت من أهل العلم أن الميت اذا شهد له أهل الصلاح بالصلاح فإن الله يكتب شهادتهم ويكون الرجل من أهل الجنة واذا شهدوا له بغير ذلك فيكون في غير الجنة، وان الله عز وجل اذا احب عبدا جعل حبه في قلوب الناس فأحبوه، واليوم وقلبي يمتلئ حزناً ونفسي تفيض ألماً وعيناي لا يقف دمعها أريد أن اسجل شهادة لله عز وجل في رجل رحل عنا بالأمس 2 ذو الحجة 1431ه، عرفته وانا على مقاعد الدراسة في جامعة الرياض "جامعة الملك سعود حاليا" قبل أكثر من أربعين عاما فكان هو الملجأ لكل من له مشكلة أو يواجه أزمة أو تقهره ظروفه أو ترغمه حاجته وهو أيضا الملجأ لكل من يريد أن يبدع أو لديه فكرة أو يريد أن ينجز عملا مهما يحتاج في لجاه أو مال أو دفع معنوي فهذا الرجل جعل باب مكتبه مفتوحا للجميع في كل وقت لا يمل ولا يسأم من خدمة الطلاب عرفته عن قرب وعن كثب وعرفت فيه طيبته ونبله وشهامته التي هي من السمات الأساسية لكل مكي، وتخرجت من الجامعة وبقيت صلتي به وقد اصبح وكيلا لوزارة المعارف التي عملت فيها في بداية حياتي ثم اصبح مديرا لجامعة الملك عبدالعزيز فنقلها من جامعة صغيرة أهلية الى جامعة عظيمة حكومية لا تقل باي حال من الأحوال عن جامعة الملك سعود التي تأسست قبلها باكثر من عشرين عاما، انه شعلة من النشاط والانتاج والاخلاص والعمل يعرف كيف يتعامل مع الرجال فلله دره، وانتقل الى وزارة الاعلام وزيرا فاذا به ينقلها من وزارة صغيرة متواضعة الامكانيات الى وزارة عظيمة فعالة وأول ما قام به هو ابتعاثه لاغلب السعوديين العاملين فيها الى الخارج ليتعلموا في أمريكا وغيرها فخلق جيلا قادرا على العطاء والإبداع كم هم الذين يدينون له بالمساعدة في حياتهم العملية والعلمية في هذه الوزارة وفي تلك الجامعة، لقد كان مؤمناً بسلاح العلم وسلاح الكلمة وسلاح المعتقد ولكن طموحه هزمه فترك الوزارة ليمارس العمل الخاص مع صهره فارس البنوك الإسلامية وكان نعم المستشار ونعم الناصح وتحول الى رجل علم ودين لا تمل من سماعه لقد كان أهم داعية لمحبة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان يفخر ويعتز ولا يخشى أن يقال عنه ما يقال ففي سبيل رسول الله يهون كل شيء، لقد اصبح عالما وصديقا للعلماء واصبح داعية الى الله ورسوله في كل محفل ولم يتغير فظل كما هو بابه مفتوح لكل مكلوم ومظلوم وصاحب حاجة رحم الله أبا ياسر فقد كان الدكتور محمد عبده يماني عالما بعلوم الدنيا عالما بعلوم الدين رجلا شهما ومؤمنا حقا ومحبا لله ورسوله ومحبا لامته ووطنه وأهل بلاده لم أر حجازيا يستطيع أن يباريه في الطيب الا وسبقه. اسأل الله أن يجازيه عنا خير الجزاء ويسكنه فسيح جناته مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والمرء مع من احب فلله انا نحبك ونتقيك ونحب رسولك ونوقره كما امرتنا اللهم فاجعلنا مع رسولنا محمد واغفر لنا اذا ما صرنا الى ما صار اليه الدكتور محمد عبده يماني مع الصديقين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.