الحج تجمع إسلامي عظيم تتساوى فيه الأمم في لباسهم وحركتهم وأعمالهم ونواياهم وقلوبهم وعيونهم كل هذه الأشياء تتجه في خشوع إلى الواحد الأحد الفرض الصمد وليشعر فيه المسلم أنه قد تساوى مع أخيه المسلم في الآمال والتطلعات إلى ما عند الله وهو خير وأبقى وترتفع الأكف والنظرات وتسبح الألسن بمختلف اللغات فيسمعها الرب العظيم فيقول وقد نزل عز وجل إلى السماء الدنيا مباهياً ملائكته بهذه الجموع الغفيرة التي جاءت تلبية لدعوته الكريمة "انظروا إلى عبادي قد جاءوني شعثاً غبراً يسألونني الرحمة يخافون عذابي أشهدكم أنني قد غفرت لهم"، وفي حجة الوداع وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطب خطبته البليغة قائلاً للمؤمنين:" إن أموالكم ونساءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" ويوصي بالنساء خيراً ويوصي بالمؤمنين خيراً ويسألهم إن كان قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة فيقولون بلى يا رسول الله قد أديت الأمانة وبلغت الرسالة ويرفع صلى الله عليه وسلم عينيه للسماء ويشير بإصبعه ويقول ثلاثاً اللهم فأشهد ويصلي بالمؤمنين جمعاً وينطلق الموكب المهيب إلى موضع من جبل عرفة ويقف صلى الله عليه وسلم على ناقته القصواء ويرفع كفيه الشريفة إلى السماء ويدعو ويدعو حتى تغيب الشمس، دعاء مؤمن متبتل طامع فيما عند الله من خير كثير وبهذه المناسبة العظيمة على الأمة الإسلامية فإن من أوجب الواجبات علينا جميعاً الإخلاص والتفاني في خدمة هؤلاء الضيوف الكرام فهم أعز وأغلى الضيوف لأنهم ضيوف الرحمن قبل كل شيء كما أنهم ضيوفنا نحن سكان البلد الحرام، وفي هذه الأيام يجدر بالمؤمنين وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فعلى المسلمين أن يعلموا أنهم في هذا الموقف سيكونون مشمولين بإذن الله بالقبول والرضا والرحمة وقبول الدعوة بإذن الله فعليهم أن يدعوا لأنفسهم ولأبنائهم ولأوطانهم بالخير وأن يدعو الله عز وجل أن ينصر المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم وأن يحق الحق بكلماته وأن يعيد لهذه الأمة عزها ونصرها وأن نرى القدس الشريف وكل أرض اسلامية محتلة وقد تحررت وعادت إلى المسلمين. وبهذه المناسبة وقد اكتملت الاستعدادات من قبل جميع الإدارات والجهات العاملة في خدمة حجاج بيت الله الحرام فإن جميع الحجاج الذين سيؤدون النسك هذا العام سيجدون تقدماً للأحسن من ناحية الخدمات التي تقدم لهم سخرتها هذه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وبمتابعة شخصية من أمير هذه المنطقة الأمير خالد الفيصل فما على الحجاج الا ان يتجهوا في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ملبين دعوة الله التي أمر بها سيدنا ابراهيم بأن يؤذن في الناس بالحج ليأتي ضيوف الرحمن من كل فج عميق مهللين ومكبرين الله في أيام معلومات وهذا الجمع الذي لا يوجد له نظير ولا شبيه في العالم لأنه يجسد وحدة المسلمين والتقاء قلوبهم على كلمة التوحد لا إله إلا الله محمداً رسول الله وعلى عبارات التلبية " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". إنه فعلاً تجمعاً عظيماً لحجاج بين الله الحرام في أيام مشهودة في المشاعر المقدسة ليشهدوا منافع لهم!! [email protected] فاكس: 02536011