أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم " تستقبل الأمة موسما عظيما من أيام الله تعالى وركنا من أركان الإسلام العظام موسم تغفر فيه الذنوب والخطايا وتقال فيه العثرات وتقبل الدعوات موسم الحج إلى بيت الله العتيق شعار الوحدة والتوحيد وموسم إعلان العهود والمواثيق وحفظ الحقوق والكرامات وحقن الدماء وعصمة النفوس والأموال ومافاضت به الوصايا في خطبة الوداع وهاهي طلائع الحجاج ينتظم عقدهم في الرحاب الطاهرة آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا يحطون رحالهم عند بيت الله العتيق ملبين النداء القديم المتجدد قال تعالى " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ", ويؤدون ركن الإسلام الخامس ويلبون بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك يأملون من الله القبول ويرجون رحمته ويخافون عذابه . وأوضح أنه في رحلة الإيمان الخالدة مضاعفة الصلوات وتكثير الحسنات وإجابة الدعوات ومواقف الرحمات في منى ومزدلفة وعرفات وإذا ذكرت تلك الصعودات فاذكر حين يباهي الله بحجاج بيته ملائكة السموات ويقول سبحانه "هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا أشهدكم إني قد غفرت لهم فيعتقهم من النار ويكتب لهم السعادة الأبدية" . وأضاف فضيلته يقول " الحديث عن الحج وفضله يحدو الأرواح ويبعث الأشواق لإجابة نداء الرحمن بحج بيت الله الحرام فياخسارة من قعدت به همته واستولى عليه كسله فلم يلحق بركب الإيمان . ومضى فضيلته يقول " إن في الحج شرف الزمان والمكان فالمكان بلد الله الحرام والزمان عشر معظمة في أشهر محرمة وهذه البقعة عظم الله حرمتها غاية التعظيم وجعل إجلالها من التقوى وسببا للتقوى وحرم تنفير صيدها وعضد شوكها فضلا عن قطع شجرها وقتل صيدها فكيف بحرمة المسلم فيها حتى أن مجرد إرادة الشر في الحرم موجب للعذاب ولقد سبق الإسلام كل المحاولات البشرية لإيجاد منطقة آمنة وزمن آمن وإن شئت فقل زمانا ومكانا محرما منزوع السلاح يأمن الناس فيه وينعمون بالسلام وهذا من أعظم مقاصد الإسلام الذي قصد إلى إشاعة الأمن والسلام فالواجب على المسلمين أن يستشعروا هذه الحرمة ويعظموا الأشهر الحرم خصوصا بعد عام عصفت فيه الفتن واضطربت الأحوال وأزهقت أنفس واختلطت أمور ومن الناس من تشابهت عليهم الأزمنة واختلطت في إفهامهم الأمكنة فكأنما الأشهر الحرم حل لأشد المحرمات وهي الدماء وكأنما البلاد في بعث الفتنة بها سواء وكأننا نعيش الخبر النبوي المتحقق في آخر الزمان " يكثر الهرج " وهو القتل ولا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل وهي فتن الراقد فيها خير من القاعد والقاعد خير من الماشي. // يتبع //