أطللت من نافذة منزلي في أول يوم العيد وفي أوقات متفرقة لعلي أجد علامات البهجة على السكان ولكن وجدت فقط صوت الشاحنات الخاصة بنقل الصرف الصحي وأصوات حراس العمائر وصوت السيارات التي تسير بهدوء بسبب ضيق الشوارع .. كنت أتوقع أن أسمع صوت الأطفال وهم يمرحون وأرى أبواب المنازل مشرعة ترحب بالحاضرين وكنت أتوقع بأنني سأستنشق رائحة البخور ورائحة القهوة وهي تشع من باب المنازل وكنت أتوقع أن أشم روائح الطبخ وأرى أطباق الموائد والسفر وهي تمتد والناس متحلقون حولها .ولكن فوجئت بصمت غريب فسرته بأن طبيعة الحياة وسرعة إيقاعها أجبرت الجميع بفقدان حلاوة الفرح والإحساس بالمتعة وكأن الهموم والمشاكل واللهاث وراء الحياة الشاقة هو الشئ الطبيعي الذي من المفترض أن نعيش فيه وأن أمر البهجة والسعادة والفرح شيء مرفوض وإن جاء يجب أن لا يطيل لأننا مستعجلون ومشغولون وبالأصح مهمومون في جوانب مرهقة رافضين من أنفسنا أن نضحك ونخصص جزءاً من أيامنا لا أقول من وقتنا ولكن من أيامنا في سبيل البهجة وإدخال السعادة على قلوبنا . وحزنت كثيراً وأنا أرى من نافذتي هذا الهدوء المخيم وكأن الكل يريد من الأيام تمشيء لنعود إلى أعمالنا التي أصبحت هي روحنا وكأننا أصحاب إنجازات عالية متناسين قصورنا في أعمالنا قبل أنفسنا.