بدأ الاستاذ بدر احمد كريم عمله في الحياة بالبريد العربي السعودي، كان ذلك قبيل الستينيات الميلادية من القرن الماضي، وكان بدر آن ذاك في عز شبابه وفتوته ثم دارت الايام فانتسب لوزارة الإعلام كمذيع في إذاعة جدة. يقدم الاخبار والتعليقات وبعض البرامج الاجتماعيةمثل برنامج "في الطريق" الذي كان يذاع عصر كل يوم أربعاء، وهو برنامج اجتماعي شعبي رائع. فقد يقابل من خلاله مسؤولاً او مدرساً أو فناناً أو صاحب بنشري (عجلاتي) والرائع في بدر كريم أنه رائع السمات عندما يقدم مادته الاعلامية والاذاعيه بصفة عامه. لا بل إنه كان يمتلك ثقافة المذيع المتمكن من عمله وصاخب بديهة سريعة. ولم يكن مذيعاَ للبرامج فحسب بل كان ادارياَ في إدارة الاذاعة السعودية، وتدرج من الاخراج والتنفيذ إلى مدير عام للإذاعة والتلفزيون في عهد الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام وذلك في سنة 1401ه الموافق 1981م، فانصرف من الإعلام إلى شركة مروة بصفة مفاجئة وهي مؤسسة إعلانية في عز ايام الطفرة. لكن بدر ترك هذه الشركة وعاد لوزارة الاعلام كمدير لوكالة الانباء السعودية في عهد الاستاذ علي الشاعر وزير الاعلام آن ذاك. والحقيقة أن هاجس بدر الاعلامي لم يتغير على مر العهود من عهد عبدالله بلخير مروراً بجميل الحجيلان وابراهيم العنقري ومحمد عبده يماني فعلي الشاعر إلى عهد فؤاد الفارسي، بل ظل في هذا العمل بكل فكره وعلمه وخبرته وفنه الاذاعي وحتى في عهد وزارة الاعلام الحالية التي يرأسها وزيرها الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وقد انتقل بدر من الاعلام إلى عضويه مجلس الشورى ولا يزال يقدم بعض البرامج ولا سيما الاذكار والأدعية التي يقدمها قبيل مواعيد اذان الصلوات في إذاعة البرنامج الثاني في جدة، ولمَ نبعد كثيراً والرجل له شهادة كبرى في الاذاعة ألا وهو ابنه المذيع ياسر بدر كريم، انه عشق هذا الرجل الأب الذي طرح في ابنه ياسر موهبة الاذاعة والاعلام وهو يذكرني بزميل بدر الاذاعي الاستاذ مطلق مخلد الذيابي رحمه الله الذي كان يقول مفتخراً "ابني سعود شهادتي على الإذاعة". هكذا الرجال من الابوة الى البنوة وما اروع هذ الارث بين الاب وابنائه وقد اصدر بدر خلال سنينه العملية عددا وافرا من الكتب الاعلامية والثقافية والاذاعية التي بدأها بتجربته من خليص الى كتابه الذي صدر مؤخرا عن تجربته الاعلامية الشاملة مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه. هذه كليمة عن الاستاذ الكبير بدر أحمد كريم الذي اعطى لمجتمعه الكثير والكثير وهو غيض من فيض والسلام.