علاقتي بمعالي الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة .. قديمة قديمة من سنوات بعيدة.. كانت وزارة الاعلام قد دأبت في كل عام على دعوة "الصحافة المحلية" لكي تكون ضيفاً عليها في موسم الحج لتغطية أخبار الحجيج في المشاعر المقدسة وكنا نذهب جميعاً "كل الصحف المحلية" ضيوفاً على معالي وزير الاعلام في ذلك الوقت الدكتور محمد عبده يماني لنرافق الحجيج في منى وعرفات ومزدلفة وكان مخيم وزارة الاعلام في هذه الفترة يعج بالصحفيين الكبار من كل انحاء العالم العربي والاسلامي. وكان الدكتور يماني يقود فريق عمل نشط يضم وكيل الوزارة الدكتور عبد العزير محيي الدين خوجة "وكيلاً" لوزارة الاعلام ويساعده اثنان من وكلاء الوزارة المساعدين الدكتور عبد العزيز الصويغ والدكتور صالح بن ناصر .. وكان هناك فريق من المذيعين والاعلاميين الكبار منهم الاذاعي اللامع بدر كريم وحسين نجار ومحد الشعلان ومحد حيدر مشيخ .. وآخرون. وكان هناك فريق كبير من الاذاعيين الشبان منهم خالد البيتي وعدنان صعيدي .. ومجموعة من افضل المذيعين الشبان - كانت اسرة الاعلام تضمهم وتضمنا معهم ولابد هنا أن اذكر اننا جميعا كنا نلتقي في خيمة الاديب الشاعر البشوش الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة وكيل وزارة الاعلام .. ولابد ان اذكر هنا فريق الاعلام الخارجي الذي كانت مهمته الاولى تسهيل الحج للوفود الاعلامية الآتية من خارج المملكة وكان يقود هذا الفريق الاعلامي الناجح الاستاذ عزت مفتي ويساعده جناحان محمد خياط وعبد الله علوش هذا الفريق من الاعلام الخارجي كان يسهل الحج للوفود الاعلامية ونحن معهم بشكل كبير حتى أننا كنا نُطلق أناشيد واغاني ونحن عائدون من رحلة الحج تكريماً لهؤلاء الفريق الذي سهر على راحتنا. وتميز الوزير الشاعر الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة طوال فترة تواجده في الاعلام بأن عطاءه الشعري لم ينضب وكانت اشعاره التي يرسلها باستمرار لأستاذنا الكبير عبد الغني قستي شفاه الله تحظى باهتمام كبير وكان الاستاذ عبد الغني قستي يقف بنفسه لتصحيح القصائد الواردة من الاديب الشاعر عبد العزيز محيي الدين خوجة تغيرت الأمور بعد الدكتور محمد عبده يماني فوجدت الثلاثة وكلاء يسعون لترك وزارة الاعلام . فذهب صاحب هذا المقال الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة الى وزارة الخارجية وبعده بفترة وجيزة لحق به الدكتور عبدالعزيز الصويغ الى وزارة الخارجية أيضاً، بينما فضل الدكتور صالح بن ناصر أن يذهب الى الشباب والرياضة. وتحرك الاستاذ عزت مفتي فيما بعد ليعمل في منظمة المؤتمر الاسلامي. وتقلد معالي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة عدداً من المناصب المهمة في سفارات المملكة في الخارج في روسيا وفي لبنان وتابعته "وخفت عليه" وهو يركب لنشات صغيرة ليُرحل السعوديين من لبنان الى سوريا ثم المملكة خلال الهجمة الاسرائيلية على لبنان. وبذل الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة في عمله الدبلوماسي عملاً مرموقاً استحق تقديرا من القيادة عليه وتكريمه. وقد توج خادم الحرمين الشريفين مسيرة عطاء الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة بأن حمله حقيبة وزارة الثقافة والاعلام وهو بالفعل رجل الاعلام المثقف المحبوب البشوش الذي تملأ الابتسامة وجهه في كل الظروف والاحيان فهو انسان "هادئ". وفي خلال الاسابيع الاولى لتوليه وزارة الثقافة والاعلام وضع في اولوياته زيارة الصحف المحلية وكانت البلاد في مقدمة هذه الصحف وكنا بانتظار وصوله لمقر الجريدة الاستاذ علي حسون رئيس التحرير والاستاذ عبدالحفيظ قاري المدير العام وأنا كواحد من مستقبليه لحظة الوصول. وعندما صافحني مبتسماً كعادته قال لي "أهلاً بزميلنا القديم" كلمات نابعة من القلب وبادلناه جميعاً "حبا بحب" فهو عاشق للبلاد واقرأ .. وكاتب مرموق فيهما وكنا جميعا سعداء بزيارته التي أثلجت صدورنا. حاشية صغيرة ..جاء موعد الاجازة السنوية وكان عليّ أن أستأذن القارئ في إجازة صغيرة نحاول بعدها مواصلة المشوار ان كان في العمر بقية .. بإذن الله. [email protected]