في نوفمبر (تشرين الثاني) 1967م صدر قرار مجلس الأمن رقم (242) يطالب الكيهان الصهيوني بانسحاب قواته من جميع الأراضي العربية المحتلة. بعد العدوان الاسرائيلي الذي استمر لمدة ستة ايام نظم الفلسطينيون صفوفهم من جديد على هيئة منظمات فدائية قاموا بعمليات عسكرية بطولية اوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر ثم توحدت تلك المنظمات الفدائية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة المناضل ياسر عرفات. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات المصرية المرابطة على قناة السويس وقوات الاحتلال الاسرائيلي عرفت بحرب الاستنزاف. وفي 10 رمضان عام 1393ه، 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973م، قامت القوات المصرية بهجوم مفاجئ على قوات الاحتلال الاسرائيلي في سيناء فحطمت (خط بارليف)، وتم تحرير قناة السويس وجزء من سيناء، كما قامت القوات السورية بتحرير جزء من مرتفعات الجولان. وانتهى القتال بوقف اطلاق النار في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1974م، ونجاح استخدام المملكة العربية السعودية لسلاح ايقاف ضخ النفط (البترول) في المعركة للضغط على الدول الغربية المساندة للكيان الصهيوني في فلسطين العربية. وتسبب استخدام سلاح النفط العربي ضد الكيان الصهيوني الى رفع درجة الاستعداد للمواجهة (النووية) بين الدولتين العظميين اذا هدد الاتحاد السوفيتي -آنذاك- بردع مباشر للكياني الصهيوني اذا لم يوقف اطلاق النار على الجبهة المصرية، وانحازت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس نيكسون إلى جانب الكيان الصهيوني اذ رفعت درجة الاستعداد النووي، وهددت بمواجهة نووية مباشرة مع الاتحاد السوفيتي. تدخل مجلس الأمن الدولي، وفرض بقراره (338) الصادر في 22 اكتوبر (تشرين الاول) 1973م وقف اطلاق النار، وهو القرار الذي تبنى ضمن قراراته الزام الاطراف المعنية بالصراع بتطبيق القرار (242) الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني) 1967م. وبدأت على اثر صدور قرار مجلس الامن الدولي (338) مفاوضات الكيلو (101) بين مصر والكيان الصهيوني بوساطة امريكية قادها - آنذاك- مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الأمن القومي ووزير الخارجية فيما بعد - هنري كيسنجر الذي اشتهر بتطبيقه لسياسة الخطوة خطوة في معالجة الصراع العربي الاسرائيلي، وقد نتج عن ذلك فك الارتباك على الجبهتين المصرية والسورية المحاذيتين لفلسطينالمحتلة. عقدت مصر "اتفاقية" كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني برعاية الولاياتالمتحدةالامريكية، ووقعت "معاهدة سلام" في مارس (آذار) 1979، وتبادل الطرفان التمثيل الدبلوماسي في فبراير(شباط) 1982م، انسحب الكيان الصهيوني على إثره من سيناء في ابريل (تموز) 1982م. رفضت الدول العربية تلك الاتفاقيات لانها لم تعالج القضية المركزية في الصراع العربي الاسرائيلي، وهي: حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وتقرير حق المصير، كما انها شكلت حلا منفردا للصراع العربي الاسرائيلي مع تجاهل موقف الاطراف العربية الاخرى. اتخذت حكومات البلدان العربية استراتيجية جديدة في الصراع العربي الاسرائيلي استراتيجية اعادة الاراضي العربية المحتلة في 6 يونيو(حزيران) 1967م في مقابل السلام الشامل، السلام الاقتصادي، التطبيع مع جنرالات الكيان الصهيوني اليهودي في فلسطين العربية المحتلة، فقدم القادة العرب في الدورة العادية لقمة رؤساء دول جامعة الدول العربية التي عقدت في بيروت المبادرة العربية للسلام مع الكيان الصهيوني في فلسطين، هذا نصها: مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقدة في دورته العادية الرابعة عشرة اذ يؤكد ما اقره مؤتمر القاهرة غير العادي في القاهرة في يونيو (حزيران) 1996م من ان السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاماً مقابلا تؤكده (إسرائيل) في هذا الصدد.