بدأ الصراع العربي الإسرائيلي مع قيام الكيان الصهيوني (اليهودي) في فلسطين العربية مع اعلان سلطة الاحتلال الاسرائيلي بعد ان استقر لها الحال في فلسطين بانسحاب (بريطانيا) الدولة المنتدبة من فلسطين، ومساعدتها لليهود في الاستيلاء على الدوائر الحكومية، ومعسكرات الجيش، ومستودعات الاسلحة بما في ذلك الطائرات والدبابات وخطوط السكك الحديدية بقطاراتها ومعداتها وكذلك المطار الدولي، والميناء البحري الرئيس في حيفا! مع العمل الدؤوب مع جنرالات وقادة وحاخامات الكيان الصهيوني في تجريد الشعب العربي الفلسطيني من اي امكانية لمقاومة سلطة الاحتلال الصهيونية (اليهودية)، وفرضت - آنذاك - عليه ضغوط اًكبيرة للقبول باتفاقيات (هدنة) مع الكيان اليهودي الجديد! دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين عام 1368ه (1948م) لمساعدة الشعب الفلسطيني في محنته، إلاّ أنها لم تتمكن من تحقيق هذا الهدف، وهزمت في جميع الجبهات، وانسحبت من (الاراضي) التي استطاع الفلسطينيون الاحتفاظ بها في بداية حرب عام 1368ه (1948م). واضطرت الدول العربية لاحقاً إلى عقد معاهدات (هدنة) مع الكيان اليهودي عام 1369ه (1949م). وكان من نتائج حرب عام 1368ه احكام سيطرة سلطة الكيان اليهودي على اكثر من ثلاثة ارباع مساحة فلسطين العربية ما يوازي (21.000) كم2، وتشريد وطرد ما يقارب (775.000) شخص من الشعب العربي الفلسطيني إلى الاقطار العربية المجاورة! ومع نهاية حرب (1368ه/1948م) العربية مع الكيان الصهيوني لم يكن قد تبقى من فلسطين تحت السيطرة العربية سوى "الضفة الغربية" التي تشمل مدن: جنين، نابلس، القدس، الخليل، بيت لحم، وما حولها من المدن الصغيرة والقرى، واجمالي مساحتها: (15.789)كم2، وقد ضمت إلى شرق الاردن لتكون معاً المملكة الأردنية الهاشمية. وبقى قطاع غزة الذي تبلغ مساحته: (378)كم2، تحت سيطرة الجيش المصري. وفي منتصف السبعينات الهجرية، الخمسينات الميلادية من القرن العشرين قدمت مصر ودول عربية مساعدات مالية وامدادات عسكرية للفدائيين الفلسطينيين الذين كانوا يهاجمون الكيان اليهودي في فلسطين من داخل قطاع غزة. وعلى إثر تأميم مصر شركة قناة السويس برز تحالف استراتيجي بين بريطانيا وفرنسا والكيان اليهودي في فلسطين العربية سمح للكيان الصهيوني باحتلال قطاع غزة وصحراء سيناء في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1956م، وهاجمت القوات البريطانية والفرنسية مصر تمكنت من السيطرة على المدخل الشمالي لقناة السويس. وادت المقاومة المصرية الباسلة، ووقوف الدول العربية -حكومة وشعوباً- وضغط الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد السوفيتي إلى ايقاف القتال، وترتيب انسحاب القوات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية من الاراضي المصرية وقطاع غزة. وفي منتصف الثمانينات الهجرية، أواخر 1966م واوائل 1967م وقعت اشتباكات عنيفة على الحدود بين القوات السورية والإسرائيلية، وهاجم جنرالات الكيان الصهيوني قرية السموع قرب الخليل في الضفة الغربية. وعلى إثر اعتداءات جنرالات الكيان الصهيوني على سوريا، وقعت الحكومة السورية معاهدة دفاع مشترك مع مصر، وضع بموجبها الجيشان المصري والسوري تحت قيادة عسكرية مشتركة، وطلبت مصر من الامين العام للامم المتحدة (يوثانت) سحب قوات المراقبة الدولية من شبه جزيرة سيناء ليسهل عليها من حشد قواتها على الحدود المصرية الإسرائيلية، واغلقت مضائق تيران في خليج العقبة، ووقعت مصر والاردن معاهدة دفاع مشترك في 30 مايو (نيسان) 1967م، ووضع الجيش الاردني تحت القيادة المصرية. في 5 يونيو (حزيران) 1967م شن الكيان الصهيوني في فلسطين العربية عدواناً غاشماً على مصر والاردن وسوريا بضرب القواعد الجوية المصرية، وتعطيل فاعلية الطيران المصري وقد تمكن الكيان الصهيوني بمساعدة ودعم من الدول الغربية الكبرى، وبخاصة الولاياتالمتحدةالامريكية من احتلال الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية التي كانت تحت القيادة الاردنية، وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان بالاضافة الى سيطرتها على منفذ خليج العقبة. وكان من نتائج العدوان الاسرائيلي الغاشم تشريد ونزوح اكثر من نصف مليون فلسطيني من الضفة الغربية الى الاردن والبلدان العربية المجاورة، ونزوح اعداد كبيرة مماثلة من مُدن قناة السويس في مصر، ومدن الجولان في سوريا إلى المدن الرئيسية.