بعض الدول التي خاضت تجربة مريرة مع التعليم المختلط بين الجنسين والذي أفرز سلوكيات أخلاقية غير مرغوب فيها ناهيك عن تدني مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب والطالبات الأمر الذي ألزمها إعادة النظر في نظام التعليم . فقد نشرت صحيفة سبق الألكترونية أن ( الصين أطلقت المدرسة الأولى التي تعتمد سياسة الفصل بين الجنسين بمدينة قوانغدونغ، وستقوم المدرسة بتسجيل أكثر من 1000 طالبة في السنة المقبلة في المتوسطة الخاصة بالبنات. وقد قوبل هذا التوجه بالارتياح من قبل الصينيين حيث يرون أن هذه الخطوة تمنع ما يسمى بغرام المراهقة وهي أفضل لتنشئة الفتيات ، ونُقل عن أحد المواطنين الصينيين قوله لصحيفة صينية «غرام المراهقين كثيراً ما يرتبط بنشاط جنسي مبكر لدى المراهقين ، وهو ما يقلق الآباء والأمهات إلى حد كبير. ويمكن تجنب هذه المشكلة بالنسبة للفتيات اللاتي يدرسن في مدرسة للبنات « وقالت مديرة المدرسة ذات تجربة الفصل بين الجنسين «إن مئات السنين من التجربة في الدول الغربية أثبتت أن نمط مدارس البنات لم يكن له أثر سلبي يذكر على تنشئة الطلاب «. واستطاعت مؤسسة المجتمع المدني الأمريكية فرض تشريع التعليم غير المختلط غير الإلزامي وأصدر الرئيس جورج بوش في عام 2006 قانوناً لفتح مدارس حكومية أمريكية غير مختلطة. وفي دراسة للمؤسسة الوطنية البريطانية للبحث التعليمي، نشرت في 8 يوليو 2002 وأجريت على 2954 مدرسة ثانوية في انجلترا لدراسة مدى تأثير حجم المدرسة ونوعها «مختلطة أو غير مختلطة» في أدائها التعليمي، تبين أن أداء الطلبة الذكور والإناث كان أفضل دراسياً في المدارس غير المختلطة وأن الفتيات كن أكثر استفادة من الفصل بين الجنسين في تنمية أدائهن ، وأجريت دراسة عام 2000 شملت أكثر من مائتي ألف طالب وطالبة وخلصت إلى تفوق مستوى الطلاب والطالبات الدارسين في مدارس منفصلة وأفضليتهم على طلاب المدارس المختلطة. ونحن في المملكة العربية السعودية نحمد المولى الكريم أن هيأ لبلادنا الغالية حكومة رشيدة تستمد تعاليمها ومبادئها من الشريعة الاسلامية في جميع مناحي الحياة فقد حظي تعليم البنين والبنات باهتمام منقطع النظير من ولاة الأمر ففي 20 / 4 /1379ه أصدر الملك سعود بن عبد العزيز يرحمه الله الأمر السامي بفتح مدارس البنات بالمملكة وفق ضوابط معينة تحت إشراف جهاز رسمي باسم ( الرئاسة العامة لمدارس البنات ) آنذاك وما زال التعليم في المملكة غير مختلط وهذه السياسة التعليمية تستمد مقوماتها من الاسلام الذي تدين به هذه البلاد عقيدة وعبادة وخلقا وشريعة وحكما ونظاماً متكاملاً للحياة . وتشكل جزءاً أساسياً من السياسة العامة للدولة . نسأل الله العظيم أن يديم على بلادنا نعمة الإسلام والأمن والأمان والرخاء في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين. مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]