مقالي عن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأسبوع الماضي افرز ردود فعل ورغبة قوية في طرح مثل هذه المواضيع التي تهم المجتمع وتحافظ على تركيبته وتماسكه. أقوى ردود الأفعال التي تلقيتها وكانت خارجة من صميم ذلك الكاتب وشعوره وإحساسه بالحاجة للعمل ويؤكد خطأ الأسلوب الذي تتم ممارسته من قبل بعض رجال الهيئة في وقتها الحالي وهو ما يمكن أن يفرز تفككاً في مجتمعنا المحافظ . لم اشأ ان اذكر اسم المعلق الفاضل لانني لم استأذنه ولكن يمكنه ان يكتب ما يشاء فهو كاتب ويمكنه ان يدلي بدلوه مثل من يعتقد ان لديه القدرة على الكتابة وان دور الكتاب في طرح المواضيع التي تهم المجتمع للمداولة والنقاش مهم وضرورة ملحة لتصحيح بعض المسارات الخطأ. تلخص رأيه كما يلي: إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سمة الإنسان المسلم بطبعه وهي غريزة خلقها الله سبحانه وتعالى في الانسان المسلم القويم ويجب تفعيلها من خلال التثقيف العام بالدور الواجب اتباعه وليس بالقسوه والعنف او حتى باللفظ غير اللائق ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم الكثير من القصص التي نصحوا فيها وعلموا اقوامهم بالحسنى ولم يتطاولوا على البشر او يتهجموا على المساكن او يترقبوا الزلات ويتتبعوا الهفوات وإنكار المنكر شيء غريزي موجود في النفس الطاهرة فلا يقبل العاقل أن تشاع الرذائل امامه وهو صامت ناهيك عن أن يأمر صاحبها بالمعروف عن النزوح عن ذلك الفحش او الخطأ وبطبع المؤمن ايضا ومن ضمن مقومات ايمانه الستر على المخطئ أياً كان خطأه. أنا ابصم بكل الحواس على هذا المقال الجميل وأتمنى لهذا الجهاز المهم أن يعيد ترتيب بيته وأولوياته وأن يتخصص فيما هو موكل به من نصح وإرشاد وتوعية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا اعتقد انه في امور الدين فقط وإنما في سائر امور الحياة فكثير من الاخطاء التي نشاهدها لو تلقى فاعلوها ارشاداً وتوجيهاً ووعظاً لكفوا عن ممارساتها وألغوا عناصرها من حياتهم .. الى اخر تعليقه على المقال، والذي نقلته كما هو. اعتقد ان على الهيئة ان تاخذ الموضوع بجدية اكثر وان تراجع حساباتها في آليات واساليب عملها، وان تعرف الهيئة ان الله عز وجل قال في كتابه: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك" (آل عمران:159). وقال عز وجل: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" وقال عز وجل : "اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" وقال عليه الصلاة والسلام : " إيّاكم والظّنّ , فإنّ الظّنّ أكذب الحديث , ولا تجسسوا , ولا تحسسوا . ولا تباغضوا, وكونوا عباد الله إخوانا"