الحياة الزوجية أولى لبنات الأسرة التي يسعى إلى نمائها الرجل، وتساعده في ذلك الزوجة التي طلب الشرع حسن اختيارها، ووضع لها شروطاً كما هو ثابت في الصحيح، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه أخوانهن وأخواتهن) فالزوجة هي الأنس والسعادة والمودة والسكينة والراحة التامة في الأسرة، وهي منها بمثابة القلب من الجسد إن صلح صلح الجسد كله. وإن فسد فسد الجسد كله ، وقد نظم الإسلام الحياة الزوجية على أسس سليمة وقوية ومعقولة فيها كل مقومات بناء المجتمع السوي السليم الذي تحفه السعادة والاطمئنان والود، وقد خص المولى تبارك وتعالى الزوجة بصفات تميزت بها عن الرجل ذكرها المصطفى عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنهما أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) فطاعة الزوجة لزوجها مجلبة للهناء والرخاء، فليس لها أن تقوم بأي عمل من شأنه تعكير صفو الحياة الزوجية، وتعتبر من أولى أساسيات قيام البيت السعيد، وهي ليست تسلطاً منه، ولا امتهاناً لها، أو انتقاصاً لشخصيتها، فهي مأمورة بطاعته، وحسن معاشرته، وتقديم طاعته على ما سواه، فطاعة الزوجة لزوجها هي من أهم الواجبات المفروضة على الزوجة بموجب عقد الزواج. ويعتبر الإسلام طاعتها جهاداً في سبيل الله، بل هي من طاعة الله والقربات إليه التي تثاب عليها، ويجب أن تعتز بها، قال عليه الصلاة والسلام: ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهى على قتب لم تمنعه) وروى أحمد والحاكم عن الحصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أذات زوج أنت ؟ قالت: نعم. قال: كيف أنت له ؟ قالت: ما آلوه (أي لا أقصّر في حقه) إلا ما عجزت عنه. قال: فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك. جاء في الأثر (جهاد المرأة حسن التبعل) أي أن أفضل عمل للمرأة وينزلها منزلة الجهاد طاعتها لزوجها، وحسن تزينها له فيصدق بها قوله صلى الله عليه وسلم عن أفضل النساء (التي تطيع زوجها إذا أمر، وتسره إذا نظر). فالزوجة حين تطيع زوجها تكون في طاعة لله عز وجل، ومأجورة، ولا سيما عندما تكون الطاعة فيما لا توافق عليه، بل إن الطاعة لتتجلى في طاعته فيما تكره أكثر مما تتجلى في طاعته فيما تحب، وكمال الطاعة يتحقق في أن تؤديها بكل سرور ورضى. همسه: طاعة الزوج مفتاح الجنة. ومن أصدق من الله قيلاً {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}.