طال الحديث وسار القلم ليكتب أيضا عن العلاقة الزوجية وأسس التعامل بين الزوجين ،وذلك من باب التذ كير بعظم هذه العلاقة السامية النبيلة،قال تعالى (فذ كر فإن الذ كرى تنفع المؤمنين )فالله خلق حواء من أدم وجعل هذا الخلق آية من آياته ، قال تعالى ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها) كما وأن الله تعالى جعل لهذه العلاقة الزوجية حقوق وواجبات لكلا الزوجين ،وبين أسس هذه العلاقة في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم ، وجعلها من أسمى العلاقات بين البشر، فالإنسان المؤمن هو من يجد في هذ ه العلاقة الحميمة ثواب الدنيا والآخرة ،وفيها أيضا تتجلى أسمى معاني الحب والمود ة والرحمة والإخلاص والعطاء بين الزوجين . إن الله تعالى ،جعل الزوج هو ولي الزوجة، وهو رب البيت وسيده ،وأنت أخيتي في الله:خلقك الله منه وله،وجعلك خادمة وأمة مطيعة له بما أوجبه الله عليك تجاهه،فاحتسبي الأجر حتى في كأس الماء الذي تقدمينه لزوجك وشريك حياتك ، وإ متلكيه بحبك وبرحمتك له وبحرصك عليه وبذكاؤك وحسن تصرفك معه ،فهو جنتك ونارك ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا صلت المرأة خمسها ،وصامت شهرها ، وحفظت فرجها وأطاعت زوجها ،دخلت جنة ربها ) وقال عليه السلام لو كنت آمرا أحد اأن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ). أيتها الزوجة يكفيك هذا الشرف العظيم والفضل الكبير من الله عز وجل ، و الذي تنالينه عندما تطيعين زوجك بغير معصية الله ، واعلمي أيتها الزوجة ،أن من أهم أسس السعادة الزوجية:هي طاعة الزوجة لزوجها وطلبها رضاه ،وهذه الطاعة هي طاعة لله ولرسوله ،وهي مفتاح للجنة، فهذه باحثة أمريكية تدعو في كتابها (قوة المرأة ) تقول :على المرأة أن تكتشف القوة الكامنة قي ذاتها، وأن تتفهم احتياجات الزوج بشكل أدق ، فالمرأة تؤثر فيه وتملك قلبه ليس بالثوب الشفاف والعطر الزكي فحسب بل بتقديره وتشجيعه واحترامه واشاعة الد فئ والحنان في حياته ). إن بعض الزوجات تحاول تغيير زوجها بالقوة ،وتجهد نفسها في ذلك ،و قد تتخذ لإصلاحه سبيل أخواتحا أو صديقاتها وطريقتهن في اصلاح أزواجهن وهذا من الخطأ أ ن تتبع نفس الإسلوب في اصلاح زوجها ، لأن ذلك سيفقدها السعادة الزوجية،وتكثربعدهاالمشاكل بينها وبين زوجها ،فهذ ه المرأة قد تناست أن لكل رجل طباع وأخلاق ، فلم تتعامل معه على هذا الأساس ، وقد قيلخاطبوا الناس على قدرعقولهم) فعليها أن تتعامل معه بما هو الأنسب لطباعه وأخلاقه،وتعمل ما بوسعها لتكسب قلبه وحبه لها ،وأن تقوم بواجبها تجاهه بما أ مرالله به ،وأن تحتسب الأجر من الله في ذلك كله ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت :سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟قال :زوجها . أيتها الزوجة إن تجديد الحياة بين الزوجين والإهتمام بالنظافة الشخصية ،ونظافة المكان وماحوله من دواعي محبة الزوج لزوجته ،وقد قيل (إن أزين الزينة وأطيب الطيب الماء)وإن الأنف مفتاح الدماغ فلا تفارق النظافة والعطور بيتك ،وبعد ذلك تأتي الزينة المكملة ،واستغلي وقت خروج زوجك إلى أصحابه في الترويح عن نفسك بما ينفعك وينفع أسرتك وبيتك ويدخل السرور إليها، يقول إبن الجوزي رحمه الله لا ينبغي للمرأة أن تقترب من زوجها كثيرا فتمل ولا تبتعد عنه فينساها ولتكن وقت قربها إليه كاملة النظافة متحسنة). أيتها الزو جة كوني عونا لزوجك في القيام بأعباء وتكاليف المعيشة،وذلك لسوء الأحوال الإقتصادية والغلاء الذي غزى الأسواق مما جعل الزوج يضيق ذرعا في القيام بواجباته الأسرية على أكمل وجه، ولا تحملينه مالا يطيق ، فالجود من الموجود وتعاوني معه على تخطي الأزمات المالية واحتسبي الأجر من الله عز وجل ،فالحياة الزوجية أخذ وعطاء ،واعلمي أن فعلك هذا سيترك أثر حسن في نفسه . ومن دواعي محبة الزوج لزوجته أن تعينه على طاعة الله ،و على أداء الصلاة في وقتها جماعة في المسجد ،وبالأخص صلاة الفجر ،وسوف تجد المرأة أثر هذا العمل الصالح في حياتها الزوجية خاصة وحياتها عامة ،فأشهر الأطباء في الغرب وصاحب أشهر المؤلفات (الإنسان ذلك المجهول ) يقول :الصلاة هي أعظم طاقة مولد ة للنشاط عرفت حتى يومنا هذا . حقيقة أعجبتني يقول الشيخ ناصر العمر : الحب الحقيقي بين الزوجين هو الذي يزداد مع تقدم العمر وليس العكس . وأخيرا : نفعني الله وإياكن بالعلم النافع والعمل الصالح ودامت بيوتنا في سعادة وأُنس ورخاء . وتقبلوا تحيات أختكم في الله : بدرية أحمد