6- تقول إحدى الزوجات : ذات مرة خرجت وزوجي مع مجموعة من الأهل وكان زوجي كثير الكلام والتعليقات في ذلك اليوم فما كان مني إلا أن قلت له أمام الجميع : إنك تتكلم كثيراً مما سبب له كثير من الإحراج ، غير أنه كان أكثر مني ذوقاً وعقلاً إذ قال بكل لطف : إنك على صواب فلا شك أني أستطيع السيطرة على حوار ، وهكذا استطاع احتواء الموقف قبل أن يتفاقم ، وشعرت وقتها بالخجل من نفسي وبادرته بالاعتذار ، وأخذنا الأمور بعدها بروح المرح حتى أننا أجرينا حواراً طويلاً أمام الجميع لتقييم من منا يستطيع السيطرة على الحوار؟ فاعلمي أنك تحتفظين بروح الدعابة وتستمرين على تواضعك سيشعر شريكك عندما يقسو عليك في كلامه وبالتالي يسرع إلى الاعتذار لك عما بدر منه من تعليقات. 7- لا أقول لك أن تتنازلي وتسلمين بأنك مخطئة دائماً بينما هو على صواب ، ولكن تذكري أنه كلما كنت رائعة رغب شريكك في قضاء وقت طويل معك ، وإذا ما صدر منه أي تعليق أو ملاحظة عليك فقد يكون فيما يقول بذرة من الحقيقة ، وحتى إن جانبه الصواب تماماً فيما يقول فمن مصلحتك ألا تشغلي بالك بالأمر وأن تأخذي الأمور ببساطة ، فعندما تتمتعين بروح الدعابة ولا تأخذين كل الأمور بجدية فسيصبح من السهل جداً أن تتعاملي مع شريكك ، ولن يشعر هو كما لو كان يسير على (( قشر بيض )) وهو يحرص على إرضائك وعدم مضايقتك. وفي نهاية الأمر سيغلب على علاقتكما الحب وتغمركما السعادة لا لشيء إلا لأنك قد استطعت أن تصنعي بيئة آمنة ممتعة. 8- الصمت يضفي على المرأة هالة من النفوذ ويجعلها في نظر زوجها أكثر ذكاء وأعمق تفكيراً، فعندما يعود الرجل من عمله متعباً ويكون سريع الاستثارة أو الغضب، عليها أن تتجاهله وتصمت لكي تتحكم هي في الموقف بدلاً منه. فهو سيحاول أن يخفف من غضبه ليحقق التوازن بين شخصيته وشخصيتها ، وفي الوقت نفسه يتأثر بأسلوب تعاملها مع غضبه فيقدر لها ذكاءها ويحترم موقفها وينجذب نحوها ويعتبرها إنسانة جديرة بالاعتماد عليها في المواقف الصعبة. 9- روى أبو أمامة � رضي الله عنه � أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها أسرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ))، وفي رواية أخرى لأبي هريرة � رضي الله عنه � عن ابن جرير قال: خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك ))، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) ). فأحسن ثمرة يجنيها المرء في حياته أن تكون له زوجة صالحة ذات خلق ودين تطيع زوجها وتسره بما يرى عليها من نظافة وحسن هندام وجمال هيئة وإن أقسم عليها في أي مشروع أبرته ونفذت ما حلف عليه لا تعاند ولا تكابر ، تخلص له في حضوره وغيابه. 10- القيام بحقوق الزوج ثوابه عظيم: عن ابن عباس � رضي الله عنهما � قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فقالت : يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك ، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال ، فإن أصابوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند الله يرزقون ونحن معاشر النساء نقوم عليهم فمالنا من ذلك؟ قال ابن عباس : فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج والاعتراف بحقه يعدل ذلك وقليل منكم يفعله )) ، وفي حديث آخر عن الطبراني قال : (( ثم جاءته � أي النبي صلى الله عليه وسلم � امرأة فقالت : إني رسول النساء إليك وما منهن امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهدي مخرجي إليك ثم قالت : الله رب الرجال والنساء وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء ، كتب الله الجهاد على الرجال فإن أصابوا أجروا ، وإن استشهدوا كانوا أحياء عند الله يرزقون . فما يعدل ذلك من أعمالهم من الطاعة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: (( طاعة أزواجهن، والمعرفة بحقوقهن، وقليل منكن يفعله )). وقد أكد الهادي الحبيب � عليه الصلاة السلام � حق الرجل في أن تكون زوجته مطيعة له تحقيقاً للتعاون والتآلف ودعماً للحياة ، الزوجية ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة � رضي الله عنه : (( لو كنت آمراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )).