بعض الناس يستغل بعض الظروف لكسب شهرة إعلامية حتى لو كانت سلبية، وذلك بأي طرح يخالف فيه الناس ومنه التهوين من صلاة الجماعة في المساجد، واستجداء الإعلام المرئي والمقروء لاستضافته لتوضيح فتواه بأن صلاة الجماعة ليست واجبة بل هي مستحبة، واستدل على قوله بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"تفضل صلاة الجماعة على صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة" حيث أن التفضيل يقتضي صحة الصلاتين، وأن صلاة الجماعة سنة وليس واجبة!! وأنه لا داعي لإغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة!! وقد بين سماحة مفتي المملكة بكل وضوح خطورة من يدعون الناس لترك ما هم عليه من خير وفضل وكمال، ويتسببون باطروحاتهم الغريبة والمريبة وغير الموزونة في حرمان المسلم من خير عظيم، من خلال ذلك الطرح - من دون علم - الذي من شأنه تزهيد المسلم في هذه الشعيرة، والحط من قدرها في القلوب !! كما أكد سماحة المفتي أن من يدلون بآراء مخالفة حول هذا الأمر دعاة ضلال، وموضحاً أن بيوت الله في الأرض هي المساجد، وأن ما سطرته بعض الأقلام الجائرة والآراء الضالة ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وأضاف سماحته، أن ما نشر حول الصلاة في البيوت هو ضلال وغش للإسلام والمسلمين، وأن من يدعو إلى ذلك يريد قطع صلة المسلم بالمسجد الذي نشأ وتربى على حبه. فالصلاة في المسجد ليست مدار شك وجدل بين المسلمين، وإلا لما بنيت المساجد، ولا كتفي الناس بالصلاة في بيوتهم، فالدعوى لترك الصلاة في المسجد ليس له قيمة في ظل وجود الأدلة من السلف والخلف على خروجهم إلى الصلاة في المساجد وتركهم البيع والشراء في أثنائه، والمطلوب أن يكون الطرح في الخلاف البين الواضح وليس لمجرد الاختلاف وكسب الشهرة بمخالفة السلف والخلف، ولا نستبعد أن يخرج علينا من يجيز فتح المطاعم والمقاهي في نهار رمضان!! وهكذا نتخلى عن إسلامنا شيئاً فشيئاً، حتى أننا لا نستبعد أن يكون الحرام حلالاً في القادم من الأيام. ثم أن دعاوي ترك صلاة الجماعة في المساجد ليست جديدة، حيث لم يأت الأخير بما لم تأت به الأوائل فقد سبقه أمثاله كثير ممن يدعى العلم والمعرفة، فقد صدر قبل بضع سنوات "سبع سنوات" من القاهرة كتاب لمؤلف سعودي بعنوان "جواز صلاة الرجل في بيته" ولم يلتفت إليه الناس، والكتاب ممنوع من دخول المملكة وتوزيعه. قبسة: اللهاث وراء الشهرة مرض قاتل،واستشراؤه إلى إزدياد. (أندريه شيفرين) مكةالمكرمة: ص ب: 233 ناسوخ: 5733335