من الطبيعي أن تجد أجوبة معروفة ومحددة لبعض الاستفسارات من أغلب الناس، يكررونها وإن كانوا لا يعنونها أو يطبقون مقتضاها ولكن هي جزء من روتين الحياة الذي يفرضه بعض الناس على أنفسهم وعلى الآخرين، فقد تسأل شخص عن مبدأه وتصرفه في موقف أو حدث بعينه فيجيبك الجواب المثالي الذي يعرفه جيداً ولكن لا يطبقه، فلماذا لا يطبقه؟ وبالذات في ما يتعلق بالحق العام أو الخاص بالآخرين لأن ماهو خاص بالشخص نفسه ليس من مسؤولية أحد أن يتدخل فيه. تجد الواحد منهم في حال أنه في منصب يكلل خطاباته وتصريحاته بعبارات هو أكثر الناس بعداً عنها، وإذا كان من العامة تجده دائم الحديث عن سيئات وسلبيات صاحب المنصب في حين أنه يقوم بمماراسات أسوأ مما ينتقد به الآخرين، ولكن السبب في هذ يعود للتصنيف الذي يصنعه الشخص لنفسه بنفسه ويتبعه وكأنه قانون، يعني عملية توليف للأمور لتصبح على هوانا بأنانية غير إنسانية بل شيطانية "Customizations". هل من يفعل هذا هو يعرف أن الناس تنظر إليه وتستنكر عدم تطابق أقواله بأفعاله؟ أم أنه يظن أن الغالبية مغفلين والأقلية مشغولين أو متشاغون؟ هذا إذا لم يوجد صنف ثالث لا تعنيه الاجابة عن السؤالين السابقين من أصله. كيف يتعامل الشخص مع مثل هذه الحالات؟ هل يسايرها ويجاريها وكأنه لا يشاهد التناقض الواضح فيها؟ أم يستنفد كل الأساليب لتفهيم الطرف الفاعل أن تناقضه أصبح فاضحاً؟ قد يكون هذا المتناقض شخصاً لا يمكنك التحدث إليه عن تناقضاته، فقد يكون أباك، رئيسك أو من تخشى أن يجعله قولك يقول لك: عطنا مقفاك إذا ما عمل بقولة المصريين وأعطاك "على قفاك". كذلك يختلف مستوى ضرر هذا التناقض من شخص لآخر وكذلك من حدث لآخر، وهنا نحتاج إلى تصنيف الأحداث التي يجب أن تعارض فيها هذا التناقض والتي لابد أن تلتزم أمامها الصمت وزيادة عليه الابتسامة من أي الألوان غير الصفراء. هل يستطيع أحد أن يوجد هذا التصنيف الذي يأخذ في الإعتبار جميع الأحداث ومختلف التركيبات الشخصية؟ طبعاً يتعذر ذلك، ولهذا يصبح من الصعب مساعدتك في إيجاد مرجعية تقدم لك العون في معرفة ماذا تفعل في مواقف التناقض الضار، السبب لا يعود في المقام الأول لكثرة التصنيف ولكن لتخطي أنواع وكمية الفساد الممارسة كل أنواع التصنيف لدرجة لا ينفع معها غير قول يالطيف. صفاتهم متعددة كشخصياتهم ولكن هنالك صفة دولية تجمعهم وهي سمة كل المتناقضين "يخافوا ما يختشوش". بس للحق لديهم مهارة عالية في التمثيل لدرجة ممكن يجعلونك تصدقهم وبالذات عندما يتقمصون الشخصية الدينية ليجعلوك تظن أنك تحدث أحد اوائل المسلمين المهاجرين للحبشة في حين أنهم إلى فرعون أقرب، ويمكن فرعون يقلهم ياجماعة "ده كثير كده". عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا