• أبعث لك مشكلتي مع ورود قد ذبلت بحثا عن الحل بروح يائسة لأنها لم تجد نهاية للطريق فهي تدور في دائرة مفرغة مغلقة، المشكلة كلها تكمن في شخصيتي، فأنا (أصبحت) متناقضة بشكل لا يوصف بمعنى أنني أشعر أنني أعيش ألف شخصية، أحيانا تجدني أعيش بشخصية الواعية المثقفة الواثقة، وفي يوم آخر أعيش كفتاة طائشة لا يهمها سوى اللبس والمكياج وتغليب أمورها على أمور الآخرين، وفي يوم ثالث تجدني قريبة إلى الله ويوم تجدني بعيدة كل البعد، في يوم آخر أكون صبورة واليوم الذي بعده تجدني لأتفه الأسباب أبكي، وفي يوم أشعر بقدرتي على فعل ما أريد وأحيانا أشعر بعدم قدرتي على ذلك، هذه التناقضات اليومية جعلتني أعيش فاقدة للثقة في نفسي وجعلتني أعيش حياة بعيدة عن توازن الأمور وفي توتر دائم وأشعر أنني سأسقط في أية لحظة رغم أنني حاولت كثيرا الوقوف على سبب ما يحدث معي خاصة أن عمري 20 عاما لكني لم أجد السبب الحقيقي الذي يجعل تصرفاتي تختلف من يوم لآخر؟ هناء ضباء رد المشكلة في أسبابها إلى البيئة أمر ليس حكيما، فهذا التناقض في تصرفاتك اليومية أمر يحتاج لدراسة وليس من الحكمة إطلاقا ترك المسألة، ومع أنك بعمر 20 سنة إلا أن كثيرا ممن هم في مثل سنك قد يكونون أقرب للتوازن في حين أنك كما وصفت متناقضة ومتقلبة بين أنماط سلوكية كثيرة، وهذا التناقض وعدم النضج كما أسميته يعتبر مؤشرا ليس من الحكمة إطلاقا أن يستمر، وليس من الحكمة إهماله لأنك ستعانين مع الزمن من سوء توافق مع الناس المحيطين بك، وفي كل نمط من السلوك تمارسينه ستجدين من يقبله منك ويعترض عليه آخرون، ولكن مع الزمن ستجدين نفسك غير مقبولة من الجميع فمن كنت معهم اليوم متدينة سيستغربون سلوكك بعد أيام حين يجدونك غير متدينة، ومن كنت معهم بالأمس تهتمين بالشنطة والحذاء والأكسسوارات سيستغربون سلوكك حين يجدونك وقد صرت زاهدة بكل هذا، وستكون دهشة هؤلاء أكبر حين تعودين إلى نمط من السلوك كنت سابقا قد تركته بعد أن التزمت به، نصيحتي لك أن تراجعي استشاريا نفسيا للوقوف على الأسباب النفسية الحقيقية لما ذكرت وكلما أسرعت في الوصول إلى السلوك المتوازن وفرت على نفسك معاناة في المستقبل.