وأنا أنوي تسجيل مقال اليوم الجمعة "الماضي" جاءني خبر وفاة الابن الشاب "إباء" ابن الشيخ الوجيه عبد المقصود محمد سعيد خوجة وقد وجدتني في هذا الأسبوع انتقل من عزاء لآخر واستقبل عبر الجوال رسائل إصابات لأصدقاء إذ علمت في نفس اليوم الجمعة عبر رسالة جوال اإصابة جارنا وصديقنا وزميلنا الاستاذ محمد بايحيى بإغماء نتيجة ارتفاع السكر والضغط دون اعراض ودخل في العناية المركزة بمستشفى الزاهر في مكةالمكرمة واختاره الله صباح امس الاثنين رحمه الله رحمة واسعة وقد كنا نؤدي واجب العزاء في الشيخ يحيى عباس شاولي والسفير فؤاد صادق مفتي رحمهما الله، وعزاء في احد ارحامنا الأخ عبدالله سالم نصار الحازمي وقبلها الشاب زكي عاطف داغستاني الذي ذهب الاسبوع الماضي في حادث سير طريق جدة - مكةالمكرمة , وما نقرأه يومياً في الصحف المحلية عن وفيات واصابات. أردت ان اخاطب ضمير وقلب ومشاعر الشيخ عبد المقصود والذي فقد والده أيضا في ريعان الشباب، ان الله لا يقدر الا الخير على عباده وان جاء الخير في ثوب الحزن والألم والبكاء، لكنه الله يفعل ما يشاء ويقدره في وقته وساعته ولا راد لإرادته. وأنت ايها الاب الذي نشاركك جميعاً فقد "إباء" تعلم حق العلم وحق اليقين ان الموت مصير كل حي ولم يغادر رسول الأمة صلى الله عليه وسلم وهي سنة الحياة منذ ان خلق الله الأرض وبناها الانسان وعمرها وغادر وتركها.. انني اعيش ألمك ايها الشيخ الكريم واعيش معاناتك ولكن ما باليد حيلة وليس امامنا الا الرضى بما قدر ولأن ما يقدره الله خير على العبد فسترى الخير والطمأنينة والسكينة بعد ان استقبلت ارادة الله بالصبر والدعاء.ان الدنيا تموج بهذه الأحوال وتلك التغيرات ولم تبق جامدة لأحد قبلك او بعدك.. هل تذكر يا شيخ عبدالمقصود وانا اذكر لك ذلك عندما غادر والدي يرحمه الله في عام 1408ه وجئت الى مكةالمكرمة تبحث عن مكان العزاء وقدرت حضورك لقد مر على هذا اليوم حوالي ربع قرن.. شهدنا خلالها وفاة مئات ممن نعرف من أقارب واصدقاء ومعارف وآلاف مما نقرأه عبر الاعلام ونسمع به من الناس.. إذن فإن هذه هي النهاية للجميع والفرق "التوقيت" واليوم والساعة والعمر.. اعرف يا ابا محمد سعيد ان القلب يبكي والعين تدمع ولكن ليس امامنا الا القبول والرضى "إنا لله وإنا إليه راجعون" عوضك الله ووالدته واخوانه واحباءه واصدقاءه الخير.. كل الخير وجمع بينكم في جناته اللهم تقبله في عبادك المخلصين وانزل السكينة والطمأنينة والصبر على والديه.. إنه الله يفعل ما يشاء ومتى شاء فهو المالك وصاحب الحق وله التصرف في ما يملك. والحمد لله رب العالمين.