؟ في هذه الأيام أجواء حزينة على أرض غزة , وعلى المسلمين كل في بلده , فلا أحزان ولا آلام مع كلمة محبوبة للأسماع مؤنسة للقلوب , مبناها قليل , ومعناها كبير , جمال في الظاهر والباطن مكانها ومقرها القلب , يظهر أثرها على الجوارح ,هي جند من جنود الله فما أحوجنا إليها في كل يوم من أيامنا , تقوى الحاجة إليها عند المخاوف إنها (السكينة )إذا نزلت في قلبك فلا تخاف من عدو غاشم أو قوة ضاربة , أو مؤامرة ماكرة أيها الإخوة: كلنا نقول متى نصر الله ؟ متى الفرج ؟ يقول أهل السكينة: قريب . وما عداهم يقولون ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) . السكينة هي الطمأنينة و استقرار القلب , السكينة موجبة لزيادة الإيمان , السكينة عامة وخاصة للأنبياء وللمؤمنين . نزلت السكينة على شيخ الأنبياء وإمام الحنفاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام في أحرج المواقف وأعظمها عندما جمعوا له حطباً وأوقدوا له ناراً , ليقذفوه فيها ويتهاوى الجسد الشريف إلى تلك النار , عند ذلك نزلت السكينة في قلبه . يقول ابن القيم رحمه الله : \" فيا الله على تلك السكينة التي نزلت في قلبه حين ذاك السفر \" ونزلت السكينة على موسى عليه السلام عندما طلب رؤية الله تعالى . وعندما غشيه فرعون ومن معه خلفه والبحر من أمامه . ونزلت السكينة على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء ويوم حنين ...فهذه السكينة أمر فوق عقول البشر وهي من أعظم المعجزات . وأما سكينة أتباع الرسل هي سكينة الإيمان تسكن القلوب عن الريب والشك. ذكرت السكينة في القرآن في ستة مواضع , كلها في معنى الطمأنينة إلا التي في سورة البقرة كذا قاله ابن عباس رضي الله عنهما. الموضع الأول( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) (سورة البقرة 248) الموضع الثاني قال تعالى (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين*ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) (سورة التوبه26). الموضع الثالث قال تعالى(إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم.) (التوبه40) الموضع الرابع قال تعالى (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما) (الفتح4) الموضع الخامس قال تعالى(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما) (الفتح18). الموضع السادس قال تعالى(إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما) (الفتح26) قال ابن القيم رحمه الله ( كان شيخ الإسلام رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة فذهب عنه كل الحزن) قال أيضاً والمسلم محتاج للسكينة عند وساوس الشيطان المعترضة له في أصل الإيمان... ) أخي القارئ: ردد آيات السكينة تجد الأنُس والطمأنينة بوعد الله ونصره , وأحبب الطاعة وأبغض المعصية , رددها ولا تمل , في سيارتك في منزلك في سوقك في مكتبك , إذا سكن قلبك كنت مؤمناً بالقضاء والقدر فلا تحزن على ماأصابك ولا تندم على مافاتك , وتحمده على ماقضاه لك , فتعلم أن ماحدث ويحدث وما سيحدث بعلم الله تعالى وتحت مشيئته ومكتوب عنده , نحن خلق من خلقه يفعل ما يشاء بنا سبحانه , وعند ذلك تجمع الصبر بأنواعه : الصبر على طاعة الله , والصبر عن معصية الله , والصبر على أقدار الله المؤلمة والمفرحة . أسأل الله أن ينزل السكينة علينا وعلى أخواننا في غزة وعلى كل مسلم ومسلمة. آمين تذكير : والله ينزل كل أخر ليلة لسمائه الدنيا بلا كتمان فيقول هل من سأل فأجيبه فأنا القريب أجيب من ناداني اللهم أهزم اليهود واجعلها عليهم سنين كسني يوسف , اللهم أهزمهم وزلزلهم , اللهم اشدد وطأتك عليهم , اللهم خالف بين كلمتهم , والق في قلوبهم الرعب , وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق كتبه أبو حافظ / عبد العزيز بن سليمان بن عبد الله التو يجري خطيب جامع الشيخ محمد بن عثيمين بالخبر البريد الالكتروني :[email protected]