قال لي قدر لي يوم أمس أن أقوم بزيارة لفرع وزارة التجارة في جدة وبالذات ادارة السجل التجاري لإخراج سجل تجاري لزوجتي وكانت هذه هي الزيارة الاولى "للفرع" فقد فوجئت بذلك "الزحام" ولكن لم يكن زحاماً مربكاً، وهناك "شبابيك" للمراجعة خلف كل شباك موظف يؤدي عمله في صمت وهدوء وكان هذا الواقع عكس ما شاهدته في بعض الادارات الحكومية التي يوجد بها "شبابيك" للمراجعة فكنت ترى شباكاً او شباكين لا يوجد عليهما موظف وشباك آخر موظف تراه في حوار مع زميل له على عكس ما أراه هنا . فتساءلت ما هو السبب في ذلك لاكتشف ان مدير "السجل" متواجد على أحد الشبابيك فهو يتنقل من شباك لآخر ليجيب كل مراجع عن سؤاله ويساهم في حل ما قد يعترضه من صعوبات. انه لم يكتف بالجلوس داخل مكتبه بل اندمج مع موظفيه ومراجعيه . يقول هذا الصديق لقد رحت اتابع ذلك الرجل وهو يؤدي عمله في هدوء لحظتها أدركت بأن الإدارة ليست سلطة بقدر ما هي إحساس بالمسؤولية، ويقول في نهاية انتهاء ما جئت من أجله سألت أحد الموظفين اين هو المدير فأشار إليه فكانت المفاجأة لي انه هو الذي كنت اتابعه من بعيد وذهبت اليه وقلت له هامساً الاسم الكريم وبصوت هامس قال محمد الشمراني مدير السجل التجاري. ولم أقل له الا شكراً لحظتها لأنقل لك ما شاهدته، فقلت له نعم ان الصحافة اذا كانت تنتقد المقصر او المتخاذل او "الصلف" في تعامله فمن واجباتها ان تحيي اولئك الذين يؤدون عملهم بجد وبإخلاص بعيداً عن بهرج المظهر وسلطوية المركز. خرج من عندي لأجد نفسي منساقاً في تسجيل ما قاله لي صديقي وهو الصادق الامين الذي تعودت منه الصدق والامانة.