قال الحق عزل وجل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) من المعروف الالتزام بتلك الحكمة القائلة: اجعل العقل حاكما لك وعليك وقائداً منك واليك يا من صرحت في القنوات الفضائية بضرورة هدم المسجد الحرام لمنع الاختلاط بين الرجال والنساء.. وأين؟.. في المسجد الحرام ولا يحق لأي منا تسميات شبهات أخرى بتعادلية الطهر فيه! ونسيان ما جاء في محكم الكتاب العزيز. ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم. وقوله عز من قائل.. ومن دخل بيتي كان آمناً والويل من تبريرات ملفقة ورؤية مخيفة تهدد الثوابت وما قامت عليه السلوكيات والآداب في الاسلام بدون التسليم برأي عقيم واقتراح سقيم يعتدي وبكل جرأة على النهج القويم وخطورة هذا الاتجاه على الفكر الاسلامي ومحاربته بعد ألف واربعمائة وواحد وثلاثين عاما وخصوصا مع ذلك الإصرار العنيد لليهود بهدم المسجد الأقصى للكشف عن هيكل سليمان بعد ظهور البقرة الحمراء كما جاء في تلمودهم وبروتوكولاتهم واستغلال تلك المعادلة!! ومن ذا الذي يتجاهل هيبة وشرف البيت الحرام.. والمسجد الحرام.. والبلد الحرام وهي التي كما قال رسولنا العظيم وإنها لم تحل لأحدٍ كان قبلي. وإنما أُحلت لي ساعة من نهار.وإنها لن تحل لأحدٍ بعدي، فلا يُنفّر صيدها ولا يُختلى شوكها، ولا تحلُ ساقطتها إلا لمعرف. وهنا يتعطل الجواب في ذلك الفكر النابه لمعرفة حرمة المكان والزمان ومن هم العلماء الذين يمنعون الاختلاط في مكان له قدسيته وجلاله؟ بين أكثر من مليوني حاج ومعتمر والنساء فيه يلبسن رداء الاحرام متسترات ما عدا الوجه والكفين وهل في ذلك حرج؟ ومن هو الذي يتعمد جرح نية المسلم بأدائه للطواف والسعي والصلاة وليس من يقصده من النساء من يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.. فلا غلو في الدين ولا عصبية واستقزازا .. وليس المسجد الحرام ساحة باطل ولهو ولعب!. والمجازفة بأفكار ليس لها في تاريخنا الاسلامي أساس في محاولة إثبات الذات وتلك المقترحات ببناء أدوار متكررة لفصل الرجال عن النساء في الطواف والسعي والمنازل والشوارع والصعود إلى المشاعر لتأدية المناسك كعرفات والمزدلفة ومنى ورمي الجمرات وفي السيارات والطائرات.. الخ. ومخاطر تلك الفتاوى إنما تعمل على قيام فتنة واساءة مباشرة إلى الاسلام الذي حرر المرأة التي شاركت في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والنساء يصلين خلف الرجال في كثير من المساجد، ثم ما هي اسباب هذا التنطع وفي هذا الزمن بالذات؟.. وما معنى انفصال الرجال عن النساء وهل يستطيع الرجل البحث عن زوجته أو أمه أو شقيقته أو ابنته بين تلك الآلاف المؤلفة والجموع التي لا عد لها.. إنها عثرة تتوالى بعدها اسئلة كثيرة. وهنا لا يمكن التسامح مع إثم التجني وإثم الرضا به، لأن الله لم يخلق الناس برأس واحدة وشعور متحد. والبوح بمثل هذه الخواطر محسوب لنا وعلينا ووجوب التوقي منها لئلا تعمل اصداؤها في رفضها والتحسب لها وعدم اهمال المحاسبة عليها.. والأمر بعد ذلك لوليه ومحاكمة صاحب تلك التجاوزات التي أثارت مشاعر المسلمين وتجريده من وظيفته وتمزيق مؤهلاته. وأخيرا فإن لسان وضمير الأمة الاسلامية يعجز عن تقديم واجب الامتنان والعرفان على ما قامت وتقوم به الدولة السعودية واهتمام قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله- بتوسعة الحرمين الشريفين وبتضحيات عالية وذلك لخدمة وفود بيت الله والاهتمامات الكبيرة بتوفير أجل الخدمات لهم وتأمين راحتهم إلى أن يعودوا إلى بلادهم سالمين وسبحان من يجازي المحسن بإحسانه والمسيء باساءته والله يحب المحسنين. أديب وشاعر