قال الشيخ محمد النجيمي الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي وأستاذ الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية رداً على دعوة الأحمد “إن للكعبة المشرفة حرمتها، وللبيت الحرام مكانته في قلوب المؤمنين منذ أن بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام”، وذكر خلال حديث ل”الخليج” ما تعرض له البيت الحرام من اعتداء على يد أبرهة الحبشي عندما أراد هدم الكعبة، وقال إن من بعده حاولت فئة مارقة هم القرامطة أن يعيثوا في الأرض فسادا فقتلوا المسلمين داخل الحرم الشريف، وسرقوا الحجر الأسود من مكانه . وأضاف هذه أحداث مؤسفة تثير في النفس الحزن والأسى . وأشار إلى أن من يطالب بهدم الكعبة لا يسمى داعية، وحديثه لا يعتد به . وأشار النجيمي إلى أن من أشراط الساعة هدم الكعبة، حيث إنه لن تقوم الساعة حتى يأتي رجل فيهدم الكعبة، وهذا الرجل هو ذو السويقتين الحبشي، كما جاء في الحديث في الصحيح وغيره، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ) . وعن قضية الاختلاط في الحرم قال إن الاختلاط المحرم هو الذي يتضمن النظر الحرام، والتبرج الحرام، والسفور الحرام، والكلام الحرام بين الرجال والنساء، ولا يجب أن نطلق الكلام على عواهنه، فهناك فرق كبير بين الاختلاط والخلوة، فالخلوة هي المحرمة، والذي يحدث بالحرم أن الرجال والنساء يقدمون إلى هذا المكان للعبادة وليس للتبرج، ورأي العلماء في ذلك واضح . ومنذ أن بنيت الكعبة المشرفة والمسلمون يؤدون الحج والعمرة حتى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وطالب النجيمي بأهمية تحري الدقة في الفتوى وأن تكون من أهلها، فهي مسؤولية شرعية، تحتاج إلى تنظيم وأن تصدر من لجان متخصصة تعي حدود مسؤولياتها وتتحملها . يُشار إلى أن الأحمد عرف بتشدده الديني وآرائه التي كثيراً ما تثير اللغط في وسائل الإعلام، كما أن له مواقف اختلف فيها مع عدد كبير من الدعاة، كما انتقد الكثير من الكتاب والمثقفين وبعض شخصيات المجتمع . من جهتهم رفض علماء الأزهر مطالبة الأحمد بهدم المسجد الحرام لحل مشكلة الاختلاط ووصف الدكتور نصر فريد واصل عضو مجمع البحوث الإسلامية مفتي مصر الأسبق اقتراح أو مطلب الداعية السعودي بأنه غريب وغير مقبول، فالاختلاط بين الجنسين موجود في الطواف حول الكعبة وموجود في الدخول إلى المسجد والخروج منه، والاختلاط وإن كان محظورا من الناحية الشرعية إلا أن هناك ضرورة قد تجعله مباحا، ومادام الاختلاط يراعى فيه الالتزام بالآداب والأخلاقيات الإسلامية في اللباس والسلوك العام فلا خوف منه ولا حرج فيه . وأضاف: اقتراح الداعية السعودي بهدم المسجد الحرام من ناحية المسعى لن يحل المشكلة لأن الاختلاط سيظل قائماً في أماكن أخرى من المسجد، وبذلك فإن الفصل بين الجنسين لن يتحقق داخل المسجد الحرام بأكمله . وأكد مفتي مصر الأسبق أن علماء الإسلام مع الحلول الأخرى للحد من الاختلاط مثل تخصيص أماكن خاصة بالصلاة للنساء وأماكن خاصة للرجال، ومع تنظيم الطواف والسعي وتخصيص وقت معين للنساء ووقت للرجال إن تيسر ذلك، لكن فكرة العزل التام بين الرجال والنساء في أداء المناسك والعبادات صعبة جدا وخاصة في المسجد الحرام وفي أداء مناسك الحج في منى وعرفات . واتفق الشيخ فرحات المنجي أحد أبرز علماء الأزهر المعنيين بالإفتاء مع واصل في رفض الاقتراح، وقال علينا بدلا من إطلاق اقتراحات ومطالب غريبة أن ننشر الاحتشام والفضائل بين نسائنا، فالإسلام أمر الرجال والنساء بغض البصر، وغض البصر لا يكون إلا عند اختلاط الرجال بالنساء، ولو كان الاختلاط محظورا بشكل قطعي في كل الأحوال لما جاء الأمر الإلهي بغض البصر . وأضاف في هذه الأماكن المقدسة تسيطر على الإنسان حالة من الالتزام الأخلاقي، وتسيطر على مشاعر ووجدان روحانية المكان، ولذلك تقل فرص التلصص على النساء وارتكاب المحرمات . ويؤكد الشيخ المنجي أن الاختلاط بين الجنسين داخل المسجد الحرام أو في الأماكن المقدسة لا يحمل خطرا حقيقيا على أخلاقنا، لكن علينا إذا كنا نريد الحفاظ على أخلاقيات شبابنا أن نحد من الاختلاط في الجامعات والمدارس والأندية وأماكن العمل واللهو وغير ذلك .