* بعد التعاون مع عدة صحف محلية انتقلت للتعاون مع صحيفة المدينة في التسعينات بمكتبها في مكةالمكرمة حينما كان في عمارة المفتي المطلة على شارع الغزة وكان رئيس تحريرها الأستاذ الفاضل عثمان حافظ رحمة الله عليه ويدير تحريرها الأستاذ الفاضل محمد صلاح الدين، وكانا يداومان في الصباح في مكاتب الجريدة في شارع المطار الفرعي خلف مبنى الخطوط السعودية وفي المساء في مطابع الأصفهاني في الشارع نفسه، وكان يعمل معهما كل من الزميل الأستاذ هاشم عبده هاشم سكرتيراً للتحرير، والزميل الأستاذ علي خالد الغامدي والزميل الأستاذ عبد العزيز محمد النهاري كمحررين في الشؤون المحلية، والزميل الأستاذ سباعي عثمان رحمة الله عليه كمسؤول عن الصفحة الثقافية والأدبية، والزميل الأستاذ أحمد محمد محمود كمسؤول عن الشؤون الخارجية، وكنت كل ما بين أسبوع وآخر أنزل إلى جدة مساءً لزيارة هؤلاء الأساتذة في مطابع الأصفهاني حيث تطبع الجريدة، وكانت تطبع فيها أيضاً هذه الصحيفة، حيث كنت التقي دائماً على دكة السلم الخلفي للمطابع بالأستاذ عبد الغني قستي رحمة الله عليه وحينها كان مديراً لتحرير هذه الصحيفة. * وكانت المكافأة الشهرية حينها ضعيفة جداً، ثم اتجهت الصحيفة للتعامل معنا بالقطعة !! فكان ذلك سبباً في البحث عن صحيفة أخرى، وبمبادرة من زميلي وصديقي الأستاذ محمد أحمد الحساني والذي كان يتعاون مع صحيفة الندوة كمحرر غير متفرغ لأنه كان يعمل مثلي معلماً في إحدى مدارس مكةالمكرمة انتقلت إلى صحيفة الندوة، ولم يستمر عملي فيها أكثر من شهر حتى اتصل بي الأستاذ محمد صلاح الدين معاتباً لتركي الجريدة، وسألني : لماذا تركتنا يا شيخ ؟ ! فقلت له عن السبب، فطلب مني ضرورة زيارتهم للتفاهم، وهناك التقيت به وبالأستاذ عثمان حافظ وطلبا مني العودة للصحيفة وتحقيق رغباتي في إعطائي مكافأة مجزية، فاشترطت للموافقة على العودة بموافقة الأستاذ حامد مطاوع رحمة الله عليه فقام الأستاذ عثمان حافظ بتوصية من الأستاذ محمد صلاح الدين بالاتصال هاتفياً بالأستاذ حامد، وقال له : يا أبا أنمار (الدعيلج) ولدنا و(نبغاه) يرجع لنا بعد إذنك، فوافق الأستاذ حامد، وعدت إلى صحيفة المدينة مرة أخرى. * وقد كان الأستاذ محمد صلاح الدين يدير الصحيفة بكل الحب للعاملين معه كافة، فلم أشاهده منفعلاً قط، أو رافعاً صوته على أحد، بل كان يتعامل مع الجميع الكبير والصغير في الصحيفة بكل تواضع جم واحترام كبير، حتى كسب حب واحترام جميع العاملين في الصحيفة، وكان ذلك حافزاً للعمل الدؤوب للبحث عن تميز الصحيفة عن بقية زميلاتها.