لم يكن الشباب يوماً غروراً ولم يكن تباهياً في غير حقيقته فرب سعد يطوى بين دثاره العواسج والخزام فكم من رجل كان يتيه بالكبرياء في عز فتوته وشبابه ولكنه عندما أدركته شيخوخته وذهب عنه رواء الشباب هوى دمعه سخيناً يروى مفارق شيب على صدغيه يهتف إنما النفس غرور ونقصان دون تمام. وحسب الفتى المغرور احداثاً جساماً ونوازل، ورب سعد في الحياة ضعف يتسامى وقوة تتعامى عن الناس، فلا يبقى شقاء ولانحس طالما يحس الانسان بحب أخيه الإنسان. فليس ذاك الشيخ إلا امتداداً لذلك الفتى الذي تجري الحياة ملء شرايينه يسير في قوة لا يتكئ على عصاه ولا يطلب عوناً بل هو قوي صلد كالجملود الشامخ. فيا نفسي أزيحي عنك الكآبة فالليل امتداد للنهار فلابد لكل منا أن يكبح جماح نفسه ويطهر قلبه.إن صون النفس وحفظها من الظلال جوهر ينير الطريق في بصيرة ثاقبة فينهل صاحبها من نبع الخلق الإسلامي الخالد. كل رفعة وعلو وشموخ ذلك طريق نهايته الخير والصلاح