لعمر الحق لو تمثلت لأحدنا سنوات الشيخوخة بكل عجزها وإيمانها الرائع وهو في شرخ شبابه لشرق بدمعه من البكاء خشية لله على تفريطه وتقصيره في حقه جل وعلا.أنت ترى الشيخ في شيخوخته يلتمس الخير ويضحي وربما متبتلاً فالذات الصالحة نور يضيء لصاحبه الطريق وقوة لا تهوى الخور والصعب ولا تتأسى بالشكاية ولا يعميها الضجر.لابد لكل منا أن يكبح جماح نفسه ويطهر قلبه ويفيض من نعم الله عليه على أهله الأقربين وذريته واصدقائه ويضمهم بكل الحب ومعاني الحنان يلتمس لهم العيش الهنيء ويحول بينهم وبين طريق الغواية والجهل.ذلك طريق نهايته الخير ونمير الشراب، فالصالح الذي لم يشك اللغوب أو يشتكي من تضور الصدى صاحب النفس المؤمنة لا يرضي خسفاً والمجد ليس تبرأ لا يناله الصدأ. إن صون النفس وحفظها من الضلال جوهر ينير الطريق في بصيرة ثاقبة فينهل صاحبها من نبع الخلق الإسلامي العظيم كل رفعة وعلو شموخ.إنه الشيء الذي يعمل داخل كل منا عندما يتوقف كل شيء الضمير نعم الضمير اذا صحا وتيقظ ينجلي ظلام النفس ويشرق نور الهداية صلاحاً وتقوى.