الشفافية والوضوح واحترام النظام الذي لا يفرق بين صغير وكبير. الكل في النظام سواء الموظف مهما كبرت مرتبته. وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بإلزام رئيس مركز في محافظة الليث بحضور جلسات التقاضي المقامة ضده في محكمة أضم العامة يأتي انسجاماً مع اهتمام وحرص سموه حفظه الله بأن تسير الأمور على الوجه الأصح وأن يكون المواطنون في الحق سواء. وهذا منهج رباني عظيم وتويجه إمارة المنطقة للمواطن المذكور إثر مماطلته في الحضور للاجابة على الدعوى المرفوعة ضده بمطالبة مالية تزيد على مليون ريال. مع تأكيد الامارة على رئيس المركز بالحضور وعدم المماطلة التي لا تليق بمكانته الوظيفية، مع تشديد إمارة المنطقة على رئيس المركز أنه في حال عدم الحضور للمحكمة طوعاً فإنها لن تغض الطرف مطلقاً في قضية حقوقية، متعهدة بإحضاره واعادة النظر في مركزه الوظيفي الذي يحتم أن يكون قدوة حسنة للمواطنين بعدم تجاهل أنظمة القضاء. نعم الحق لابد أن يأخذ مجراه الطبيعي. وحقوق الانسان وكرامته محفوظة والأمير القدير المؤمن العظيم الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم عندما اصدر توجيها بإلزام أمير المراكز بالمثول العاجل أمام القضاء وفق الإجراءات المتبعة وعدم المماطلة التي ستقود إلى اتخاذ الحضور بالقوة الجبرية. وهذا الإجراء الحازم ينسجم مع أن الحقوق لن يُغض عنها الطرف وأن المركز الوظيفي لا يعفي صاحبه من المساءلة أمام القضاء، والجميع امام القضاء سواسية لوضع الأمور في نصابها حتى لا يفكر بعض الموظفين الذين يظنون أن مناصبهم ووظائفهم تمنع من مساءلتهم اذا اقتضى الأمر ذلك. والأمير خالد الفيصل عندما يتخذ مثل هذا الإجراء الحازم إنما يوجه درساً من الواقع لكل مسؤول يعمل في المنطقة بأن النظام واضح وصريح في مثل هذه الأمور وعلى كل مسؤول وكل موظف مهما كبرت مرتبته أن يعلم أنه معرض للتساؤل اذا جانب الصواب. فالموظف تحكمه أنظمة واضحة وصريحة وعليه أن يؤدي مسؤوليات وظيفية بأمانة واخلاص. وألاَّ يتعامل مع المواطنين من مركزه الوظيفي فالوظيفة مسؤولية عامة ولا تمنع عنه مساءلته اذا اخطأ. ولعل المحافظين وامراء المراكز يطبقون هذا النهج قولاً وعملاً. وانني على ثقة بأن معظمهم يدركون عظم المسؤولية الموكلة اليهم بالحرص والعناية والاهتمام بحقوق المواطنين والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات.. وبذلك تحصل الألفة والمحبة بين الجميع. فالمسؤول هو مواطن يعمل من أجل راحة واسعاد المواطنين الذين يراجعونه من أجل انجاز متطلباتهم بعيداً عن الأساليب البيرقراطية والتعامل الفوقي. فالجميع يعمل في خدمة المواطن. أحيي سمو أمير منطقة مكةالمكرمة على دقة حرصه وعنايته بأمور المواطنين. وهذا ديدنه حفظه الله وأمده بالعون والتوفيق. أما أنت أخي المطالب بالحضور فما عليك إلا أن تتجاوب وتتفاعل مع مطالبة المحكمة العامة في أضم. واعلم أن سمعة الانسان ووقاره في احترام النظام. خاصة وأنك تمثل مسؤولية ادارية أمام مسؤول من أبرز صفاته قول الحق والصدق في القول والعمل.