لعلي أستعير أبيات الحسن بن هاني في رثاء الامين واقولها رثاءً في فقيد الأحبة "محمد بن سعيد الغامدي" رحمه الله رحمة واسعة. طوى الموت ما بيني وبين محمد وليس لما تطوى المنية ناشر وكنت عليه أحذر الموت وحده فلم يبق لي شيء عليه أحاذر لئن عمرت دور بمن لا أحبه لقد عمرت ممن أحب المقابر النفس مصابة والعين دامعة والقلب تكويه المواجع لقد كنت أخاً وصديقاً نقي السريرة نقي الروح عضيد المحتاج، لك يد ممدودة لا تثنيها لمن طلب عوناً فكنت بحق ممن لا يسألون أخاهم عن النائبات دليلا. عرفناك فما عرفنا غير المودة وحسن العشرة وسلامة النية جناحاً قويّاً لوالديك، وفجعنا في ليلة بنعيك وكان عهدنا بك اقرب من إشراقة شمس بعد ليل فجمدت الدموع في المآقي واختلجت دقات القلوب وارتعشت اطراف الاجسام وظهر على الوجوه وجوم مَن فقد دليله. عزاؤنا فيك يا ابا مشعل ان محبيك ملؤوا ارجاء المقبرة والمعزين فيك ضاقت بهم اسوار بيتك، وكل لسان يدعو لك بحسن المثوى والثناء عليك، احببت الجميع وأحبوك، وصلت الرحم وأعنت القريب وسارعت في اعمال الخير وتساهلت مع من جافاك، فنلت الرضى من القريب والبعيد، فبردا وسلاما عليك يا محمد، والله أسأل ان يوسع مدخلك ويكرم نزلك ويغسلك بالماء والثلج والبرد وينقيك من الذنوب والخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس. رحمك الله يا أبا مشعل وألهم أهلك وولدك الصبر والسلوان وجعل مناقبك التي عرفناها عنواناً لأبنائك من بعدك، فالموت غيَّبك جسداً ولكنك معنا روحًا وابتسامة واشراقة ذكرى، وليس بعد ما قلت إلا قول الشاعر: يا أطيب الناس روحًا ضمه بدن أستودع الله ذاك الروح والبدنا مكةالمكرمة - الرصيفة ص. ب 9131