كنت فيما اكتب عن الاحتجاز الذي تم في واشنطن 1977 ودور الرابطة اعود الى الذاكرة والى الاخوين الدكتور مجاهد محمود الصواف والدكتور صافي عبدالحفيظ قصقص رئيس مجلس ادارة جامعة المشرق والمغرب في شيكاغو لمدة 25 سنة وهو في الاساس من بيروت ومن اوائل شباب الشيخ محمد عمر الداعوق رحمه الله في عباد الرحمن. وخلال اللقاءات واستعراض اعمال الرابطة منذ بداياتها كانت الاراء متجهة الى العودة بقوة الى أمريكا وكان هذا النداء الذي كتبه اخي الدكتور صافي له الشكر ولكم. نداء بسم الله الرحمن الرحيم نداء الى معالى الامين العام لرابطة العالم الاسلامى الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركى حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، لطالما استمع المسلمون الامريكيون لتصريحات خادم الحرمين الشريفين بعد أحداث 11 سبتمبر ولطالما كانت تصريحاته تثلج الصدور وتقوى العزائم فى ذلك الزمن الحرج. ولقد عاش المسلمون فى الولاياتالمتحدة اياما عصيبة بعد تلك الاحداث التى لم يكن لهم بها علاقة. وأنا من هؤلاء المسلمين الذين ذهلوا لما حدث وقد اعتقدت يومها أن عمل ثلاثين سنة فى أظهار وجه الاسلام المشرق فى أمريكا قد ضاع فى ثلاثين دقيقة. ولكن علمى يومها قصر عن أدراك مقاصد رب العالمين فالزلزال الذى أصاب الامريكيين فى عقر دارهم دفعهم دفعا للتعرف على الدين الاسلامى وعلى جيرانهم المسلمين بما لهم وما عليهم. وبداء يومها خادم الحرمين الشريفين وكان لا يزال وليا للعهد بأستيعاب الوضع وتحويله من وضع مأسوى قصد منه أعداء الاسلام والمسلمين أستغلال طيبة الشعب الامريكى وتحويل حسن نواياه الى كراهية للاسلام والمسلمين ولكنهم "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" الأنفال 30. فبدأت تصريحاته حفظه الله تصحح المفاهيم وتشير الى سماحة هذا الدين وتحث المسلمين على الحوار مع الآخر فسمّى الارهاب آفة العصر وساهم ودعم المؤتمر الدولى حول الارهاب الذى دعت اليه رابطة العالم الاسلامى والذى أكدتم فيه معاليكم أن الارهاب "من أعظم الجرائم البشرية التي حرّمها الإسلام". ثم توالت المؤتمرات التى دعت اليها الرابطة والتى تحضّ على الحوار مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات في العالم فكان لها اكبر الاثر فى التأصيل الإسلامي للحوار، والتأكيد على أن النهج الإسلامي هوالنهج الذي تلتزم به رابطة العالم الإسلامي في جميع مناشطها. وقد قابلت شخصيا عددا من الامريكيين الذين شاركوا فى مؤتمر مدريد والمنتمين الى أديان وعقائد مختلفة ولاحظت التطور الذى أحدثه المؤتمر فى فهمهم للاسلام والمسلمين وفى مواقفهم الشخصية منّا. أما الآن فإننا نقف يا معالى الامين العام على مفترق طرق جديد. ذلك أن الولاياتالمتحدة قد اختارت رئيسا جديدا يختلف فى توجهاته عمن سبقه. وقد سعى الينا مادا يده للمصافحة ولفتح صفحة جديدة من العلاقات. وبغض النظر عن النوايا التى لا يعلم صدقها الا الله فانه من واجبنا أن ننتهز هذه الفرصة المؤاتية لإعادة مياه الرابطة فى أمريكا الى مجاريها، وإعادة تفعيل مكاتبها وموظفيها ليس حرصا على المكاسب التى تحققت فى الماضى فحسب ولكن حفاظا على مصالح المسلمين الامريكيين والمسلمين عامة. فقد قامت الرابطة على مر السنين بتقديم خدمات جمّة للمسلمين فى أمريكا فساعدتهم على إنشاء المراكز الاسلامية والمساجد والمدارس وكانت تحمل باستمرار الفكر الوسطى النيّر الذى يعتبر ملاذا آمنا يلجأ اليه المسلمون كلما اشتدت عليهم الرياح وعصفت بهم الفتن. ومن انجازاتها أنها حصلت على مقعد مراقب فى الاممالمتحدة ووتواجد على الارض يعتبر سدا منيعا فى وجه العديد من الجمعيات المعادية للاسلام والمسلمين وقد أعطى تواجدها ثماره فى مناسبات عدة. لقد آن الاوان يا معالى الامين العام أن نشمّر عن سواعد الجد وأن نعود الى الساحة الامريكية لنثبت للعالم أننا لا نهاب الا الله وأننا لن نترك الساحة للذين احتفلوا بغيابنا واعتقدوا اننا لن تقوم لنا قائمة فى الولاياتالمتحدة بعد ذاك اليوم. وأننا كمسلمين أمريكيين على وعى تام بمسؤولياتنا تجاه وطننا الامريكى ولن نسمح بعد اليوم لايّ من أصحاب الافكار المشبوهة اوالضالة بالتسلل الى صفوفنا بل سنلتزم هدى نبينا صلى الله عليه وسلم ومن ثم الرؤية المستنيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وتوجيهاته التى ستوصل المسلمين بإذن الله الى بر الامان. * د. صافى بن عبدالحفيظ قصقص مواطن أمريكي