اذا تحدثت في اي مجلس من المجالس عن ظاهرة قيام بعض مديري الادارات ورؤساء الاجهزة بتجميد عدد من الموظفين الموجودين في القطاع او الجهاز او نقلهم الى وظائف لا تمت الى تخصصاتهم بصلة وتكون قد اوضحت بعض الملاحظات والاسباب التي يمكن ان يكون وراء ذلك التجميد والنقل يكون في ذلك المجلس عدد من الاخوة العاملين في بعض القطاعات والاجهزة إن كل واحد منهم يؤكد وجود ما ذكرت بصفة عامة بل ان بعضهم يقول هل نفقد ادارتنا وهل نفقد مديرنا الجديد هو فلان وفلان ويقومون بتسمية بعض من معهم من المجمدين ومنهم اصحاب مراتب في الحادية عشرة والثانية عشرة وماحولها ومع انني لم اذكر ادارة معينة وانما كان حديثا عن وضع عام بقصد علاجه والقاء الضوء عليه لانه وضع غير سليم وإلا ان ما يقال يزيدني يقينا بأن ما تحدثت به موجود ويمثل ظاهرة ادارية لا ينبغي السكوت عليها اطلاقا لانها تعني ان هناك المئات بل الآلاف من المواطنين على مستوى المملكة وفي مراتب وظيفية مختلفة بعضها فوق العاشرة يجلسون بلا عمل او في اعمال بسيطة لا تتناسب خبراتهم ولا مؤهلاتهم العلمية وهذا يعني بطبيعة الحال ان ملايين من الريالات تصرف لهم بلا عمل او مقابل عمل بسيط يمكن ان يؤديه من في المرتبة الاولى او الثانية. لذلك فإننا ندعو الجهات المختصة مثل وزارة الخدمة المدنية الى متابعة هذا الوضع ودراسته واعتباره من الاوضاع الهامة المتصلة بالمصلحة العامة، والآن بعد انتشار هذه الظاهرة في العديد من الادارات فإننا ندعو وزارة الخدمة المدنية وبإشراك كل من وزارة المالية والاقتصاد الوطني باعتبارها المسؤولة عن وضع ميزانية الدولة والتي من ضمنها الباب الاول الخاص برواتب الموظفين وكذلك ديوان المراقبة المسؤول عن مراقبة مصروفات الاجهزة الحكومية وكذلك هيئة الرقابة والتحقيق التي لا ينبغي ان يقتصر عملها فقط على الدوام الرسمي فما ينفع موظف يأتي في الساعة السابعة والنصف صباحا ويخرج الثانية والنصف بعد الظهر دون ان يُمسك ورقة واحدة في يده لانه مجمد لا عمل له ،وكما اسلفنا فإن كان للتجميد اسباب تتصل بأمانة واخلاق الموظف فإن الحل في اصلاح سلوكه فإن صلح وإلا أصبح غير مستحق للوظيفة لان الوظيفة ليست للموظف ولكن للعمل فتؤخذ منه وتعطى لغيره ممن يرعون امانة العمل وهذا لا يقتصر فقط على الموظف انما يصل حتى للمدراء ويحقق ايضا مع الجهة التي اوصلتهم الى تلك المناصب الرفيعة وهم لا يستحقونها، اما اذا كان التجميد اجتهاداً خاطئاً من رئيس الجهاز لانه يريد ان يضايقه المجمد لياتي بآخرين من ربعه ففي هذه ينبغي وضع حد لهذا الاجراء الظالم لا سيما اذا كان الموظف المجمد من اصحاب الكفاءة والاخلاص اما اذا كان المجمد غير كفء فإن كان هناك مجال لرفع مستواه عن طريق دورات فلا بأس مع محاسبة من اعطاه مرتبة اعلى من كفاءته وعن خبرته ومؤهلاته فإن صلح عن طريق التدريب وفي زمن معقول وكفى الله المؤمنين شر القتال، وإلا انزل الى مرتبة تناسب ما لديه من خبرات ومؤهلات لانه وضع اصلا على مرتبة لا يستحقها سواء كان موظفا او مسؤولاً وعلى من ساعده ان يغطي وجهه تحت "بطانية" لان الامر في هذه الحالة عمل وليس بيع بطاطين وتمنح بعد ذلك المرتبة بعد اخذها من الذين لا يستحقونها لمن يستحقها ويرعاها حق رعايتها وبالله التوفيق.