تهفو قلوب الملايين من المسلمين في أرجاء المعمورة إلى اليوم الذي يباهي الله تعالى ملائكته بعباده الحجاج فيقول لهم سبحانه: ( انظروا لعبادي أتوني شُعثاً غبراً ضاحين ، أشهدكم أني قد غفرت لهم) ذلك يوم عرفة الذي يحرك سويداء القلوب المؤمنة لنيل شرف التجلي الإلهي بالمغفرة .. وما كان يحتاج ربنا ليُشهِد على مغفرته ورضوانه أحد من خلقه .. ولكن تفضلا منه سبحانه وتشريفاً وتكريماً لعباده فقد أشهد الملائكة على غفرانه ورحمته .. فقال جل جلاله : (اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت لهم) فهم وفد الله إذا دعوا أجيبوا وإذا سألوا أعطوا .. وفوق ذلك فضل ومزية كبرى وجائزة لكل مسلم.. ألا وهي أنه يُغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج .. فإذا قال الحاج اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات غفر الله لهم كافة .. فنالوا شرف دعوة الحاج في صعيد عرفات أجابها رب عرفات من عرفات الله ، فهنيئاً لمن حج واستطاع إليه سبيلا ، ويسر الله له الوقوف وأداء المناسك وفق الأنظمة واللوائح الموضوعة لتيسير التنقل بين المشاعر .. والتراحم وعدم التزاحم فالكل رابح في عرفات الله .. والكل مغفور له في عرفات طالما أنه جاء ملبياً وموحداً.. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك لبيك .. ولعل ما يدعو للفخر والإعزاز ويبعث في النفوس الاطمئنان هو الإمكانات والإستعدادات والمجهودات الضخمة التي استنفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى ، لخدمة ورعاية الحجيج والتي لا يستطيع أن يحيط بوصفها أو حصرها أحد حتى ولو كانوا آحاداً أو جماعات ، فقد فاقت المجهودات والخدمات التي يراها ويعيشها العاج ساعة بساعة كل تصور .. فاغتنم هذه الفرصة أيها الحاج وترفق بإخوانك الحجاج والضعفاء منهم ولا تزاحم ولا تشاحن ..وكن عوناً لهم فلا تجلس في طريق تنقلهم وسيرهم وتعوق حركتهم .. واحمد الله على أن قد بلغك هذه المنزلة ونعمت في هذه الأجواء والرحاب المباركة بكل الخدمات الميسرة وتسهيل تأدية المناسك .. حفظ الله تعالى الحجاج في حلهم وترحالهم وبلغهم آمالهم وأعادهم سالمين غانمين .. وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً .. (الله أكبر.. الله اكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله الله أكبر .. الله أكبر.. ولله الحمد ).