لا يوم في هذه الحياة الدنيا أعظم وأكرم من هذا اليوم الذي يقف فيه الحجاج مبتهلين ومتضرعين إلى الله بأن يقبل حجهم ويغفر ذنوبهم وقد جاؤوا شعثا غبرا من أقاصي الدنيا. طمعا فيما وعد الله عباده بالعتق من النار متى ما أدوا مناسك الحج بلا رفث ولا فسوق ولا جدال.. إذ روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا. وعن الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أم المؤمنين عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة». كما روى النسائي وابن ماجه بالسند المتصل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم». وروى أبو موسى رضي الله عنه، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحاج يشفع في أربعمائة من أهل البيت، أو قال: أهل بيته ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه». وخرج البيهقي في الشعب بإسناده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة ثم يقرأ : قل هو الله أحد مائة مرة، ثم يقول: اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة . إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا ؟ سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وأثنى علي وصلى على نبيي اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف». وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس تغرب فقال: يا بلال أنصت لي الناس. فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فنصت الناس. فقال: «يا معشر الناس أتاني جبريل آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر الحرام وضمن عنهم التبعات، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله هذا لنا خاصة ؟ قال: هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة».. فقال عمر بن الخطاب: «كثر خير الله وطاب». رواه ابن المبارك بإسناد جيد ورواته ثقات أثبات. وخرجه أبو يعلى بإسناده ولفظه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تطول على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغيبهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت لمحسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله فيقول: يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغيبهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني وكفلت عنهم التبعات التي بينهم». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة