في خضم الحدث البشع وغزة كلها تحترق بنيران الصهاينة، يبقى العرب كالعهد بهم يختلفون، ويخون بعضهم بعضا، ويصدر البيانات الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري على اراضي اوطانهم سلماً كان او حرباً، وينددون بما حدث، وقد تواتيهم الشجاعة الزائفة فيحملون بعض الحكومات العربية مسؤولية ما حدث، ويصفون تقاعس بعضها الآخر عن نصرة الاخوان، الذين يتعرضون للعدوان، ولا يسمون أحدا، وتبلغ الجرأة بأحدهم اقصى مداها، فيلقي على الناس بفتوى لا اظنه ينفذها بنفسه، حتى ولو واتته الفرصة السانحة لفعل ذلك، وينتظر ان يلتقطها مراهق يفجر نفسه وقد لا يقتل من العدو احدا، فيقول: أسيلوا دماء الاسرائيليين اين كانوا، زاعماً انه يتحمل مسؤولية فتواه امام الله. وكم أفتى المفتون في وضعنا العربي المتردي، فما افدنا منهم سوى ان شرق وغرب مراهقونا يقتلون ومن نجا من القتل اسر، ثم يتنصلون من فتاواهم، ويحملون ضحاياهم المسؤولية، ومجرى الحديث عبر كل وسائل الاعلام وعبر المجالس وحتى في خطب ودرس المساجد، وفي قنوت الأئمة في الصلوات المفروضة في شأن ما تتعرض له غزة، ويأخذ بعضهم الحماس فيصبح حديثه شتائم لاخوانه، كما جرى من قبل في احداث مماثلة، ويبقى الوضع على ما هو عليه، يحتل كراسي السلطة تحت الاحتلال في الضفة رجال، ويحتل كراسيها في غزة رجال آخرون، ولا تهتموا سادتي بالتصنيفات، ويتعدد الدعم المادي والمعنوي ويتلون من هذا الطرف او ذاك ممن يتقاذفون التهم صريحة ومغلفة، ولا فعل لهم في النصرة يُرى، والقوة الحقيقة على الارض ليست في يد احد منهم، يملكها العدو وهي تتنامى عنده، ويفعل بها ما يدمي القلوب ويفتق الجراح. وعاما بعد عام تضيق صدورنا ونحبط، ونحن لا نرى في نهاية النفق ضوءا، ان هرولنا نحوه في الظلام الدامس وبلغناه وجدنا عنده الدواء الناجع لضعفنا وتفوق اعدائنا علينا، فحتى حديث المقاومة لم يعد يُسْتَسَاغ؟ فمن هم المقاومون واين هم؟ ومن هم الممانعون وما تجدي ممانعتهم؟ واين هم الباحثون عن السلام؟ وهل حصلوا منه على شيء يذكر. اخشى ان اقول سادتي انه اليأس قد بلغ بعامة الخلق في اوطاننا العربية والمسلمة اقصى مداه، اين هم ايها المفتي الجريء من يسيلون دم العدو كما سال دم اخواننا في غزة؟ أهم الذين يتلاومون اليوم ويلقي بعضهم مسؤولية ما حدث على البعض الآخر.. وضحايا العدوان بالآلاف. اننا في زمن بطن الارض فيه خير من ظهرها لكل حر ابي عاجز عن فعل ، واعذروني لست ادري ما اقول فما يجري على ارض غزة كاد ان يغيب الوعي.. أنحن امة لا تجيد سوى الكلام، لعلنا كذلك فما اقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل. ص.ب: 35485 جدة 21488 فاكس 6407043 [email protected]