شيّع المصريون والجزائريون جثمان فقيدة الطرب العربي الفنانة وردة الجزائرية التي وافتها المنية الخميس عن عمر يناهز 74 عاماً. وأدى المصلون صلاة الجنازة على الجثمان في مسجد صلاح الدين بحي المنيل بالقاهرة قبل ان يتم نقلها الى الجزائر على متن طائرة خاصة أمر بها الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة. بعث الرئيس بوتفليقة ببرقية تعزية إلى عائلة الفقيدة قال فيها "شاءت حكمة الله جل وعلا أن تودع وردة دنياها وهي تستعد مع حرائر الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال وأن تسهم فيها بإبداعها كما أسهمت في ثورة التحرير الوطني بما كانت تقدم لجبهة التحرير من إعانات في مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة في مكتبها بلبنان". ويقصد هنا أن وردة كانت تمدّ الثورة بالمال، وهذا من بين الأمور التي لم تتحدّث عنها وردة طوال حياتها ولم تصرّح يوما بأنها أمدت الثورة وجبهة التحرير الوطني بأموال لشراء السلاح وكل ما يلزم، حيث يجهل كثير من الجزائريين علاقة وردة بالثورة، سوى أنها غنّت لانتصارات الثورة ولعيد الاستقلال. وأضاف أيضا "لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى". وسجل بوتفليقة "لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا وأن جعل صوتها ينادي "أحبك يا بلادي" قبل أن تلفظ النفس الأخير وتلك منة يمن بها الله على عباده المخلصين". وتوافد صباح الجمعة العشرات من محبي الفنانة وردة على بيت العزاء، الذي أقيم في منزلها بالعاصمة، بينما توجه ممثلون عن وزارة الثقافة ورئاسة الجمهورية إلى مطار الجزائر الدولي لاستكمال إجراءات استقبال جثمانها مساء اليوم. ومن المرجح أن يتم إلقاء النظرة الأخيرة على فقيدة الجزائر وردة صباح غد السبت بقصر الثقافة بأعالي العاصمة، على أن يتم دفنها ظهراً بمقبرة العالية، وهي المقبرة المخصصة لكبار الشخصيات في الجزائر، وفيها دفن قبل أيام الرئيس الأول لجمهورية الجزائر المستقلة، أحمد بن بلة. وأبدى الرئيس بوتفليقة حرصاً شخصياً على تحضير كل الظروف اللازمة لإقامة جنازة محترمة للفقيدة وردة، وأرسل لذلك طائرة رئاسية لا يستعملها إلا هو أو كبار ضيوفه. حزن بالغ في الجزائر ومن جانبها، ذكرت وزيرة الثقافة الجزائرية، خليدة تومي، أن "صوت وردة يعتبر من أروع الأصوات في الجزائر والعالم العربي". وقالت تومي، في برقية عزاء بعثت بها ليلة أمس إلى أسرة الفقيدة نقلتها الإذاعة الحكومية، "إن وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتاً مطبقاً وحزناً عميقاً"، معبرة لعائلة الفنانة عن حزنها الشديد وتأثرها البالغ . وأفردت صحف الجزائر الصادرة اليوم الجمعة مساحات واسعة للحدث، ونشرت صوراً في الصفحات الأولى موشحة بالسواد، بينما تظهر فيها الفقيدة وردة باسمة. وأشارت الصحف إلى أن وردة رحلت قبيل الاحتفال بذكرى مرور 50 سنة على استقلال الجزائر، وهي المناسبة التي دأبت وردة على إحيائها كل عام بصوتها الشجي، خصوصاً من خلال أداء أغنية "عيد الكرامة والفدى" وتوفيت أميرة الطرب العربي، الفنانة وردة، إثر سكتة قلبية مفاجئة ألمت بها أثناء نومها في منزلها بالقاهرة. وسادت حالة من الحزن العميق إثر إعلان وفاتها بين محبيها في المنطقة العربية، ولا سيما مصر والجزائر. وظل خبر وفاة وردة مثار جدل منذ أيام، وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن مصادر من عائلتها بالجزائر نفت الأمر في وقت سابق ووصفته ب"الشائعة". وكان آخر عمل فني بارز لدى جمهور وردة بالجزائر، هو أغنية "مازال واقفين"، التي تم بثها على نطاق واسع قبيل الانتخابات البرلمانية. وقبل ذلك، أعلن نجل وردة أنها تستعد لتسجيل "فيديو كليب" جديد في الجزائر، سيكون مفاجأة لجمهورها في جميع أنحاء الوطن العرب بكل المقاييس. وولدت وردة الجزائرية في فرنسا 22 يوليو 1932 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية، ولها طفلان هما رياض ووداد. وغنّت في بداياتها في فرنسا، وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت، مثل أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ، ثم عادت مع والدتها إلى لبنان، وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها، وكان يُشرف على تعليمها في فرنسا المغني الراحل التونسي الصادق ثريا. عطاء حتى اللحظات الأخيرة وحسب بعض الأصداء، فقد تأثرت الفقيدة وردة بالانتقادات التي وجهها لها بعض الفنانين العرب مؤخراً، ورداً على ذلك صرّحت وردة الجزائرية بتحدٍّ كبير بأنها "لن تتوقف عن الغناء ما دامت قادرة على العطاء حتى لو اضطرها الأمر إلى الغناء دون مقابل". وأضافت في تصريحات غاضبة أنها "ستظل تغنّي إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة"، مشددة على أن "انتقادات البعض لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى أن الغناء بالنسبة لها هو الحياة، وأن الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله"، على حد قولها. وأوضحت أن "جمهورها ما زال يستمتع بغنائها وصوتها الذي طالما أسعدت به الملايين في الوطن العربي، وأنها تكون في قمة سعادتها عندما تشعر بقدرها عند محبيها ومدى تمسّك جمهورها بها وبصوتها". يذكر أن الفقيدة وردة لاحقتها في المدة الأخيرة عدة شائعات مرتبطة بالاعتزال، وعلاقة ذلك بارتدائها الحجاب، فأوضحت أنها أحياناً ترتدي "كاب" أو "إيشارب" عند خروجها، وهذا ليس بشكل دائم بل في أوقات نادرة جداً كنوع من التغيير، لافتة إلى أنه لا يوجد ارتباط بين ارتداء الحجاب والاعتزال. الفنانة وردة الجزائرية وفنياً، برزت الفنانة وردة الجزائرية بسفرها إلى مصر، حيث احتكت بكبار الفنانين والملحنين، وكان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية "أوقاتي بتحلو" التي أطلقتها في عام 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. وكانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت، لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة. كما تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبدالوهاب. وقدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير "بتونّس بيك". واعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء، فانفصل عنها زوجها جمال قصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. وعادت وردة لاحقاً إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد، وتزوّجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979. وشاركت وردة في العديد من الأفلام منها "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون، و"أميرة العرب" و"حكايتي مع الزمان" مع رشدي أباظة، وكذلك مع حسن يوسف في فيلم "صوت الحب" وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر. وتحظى الفقيدة وردة، التي خضعت مؤخراً لجراحة لزرع كبد في المستشفى الأمريكي بباريس، في الجزائر بتقدير واحترام كبيرين على المستوى الشعبي والرسمي، حتى غدت أيقونة الاحتفالات الوطنية في البلاد. الفنانون ينعون الراحلة وعلى جانب آخر، توالت ردود الفعل الحزينة في الأوساط الفنية عقب وفاة الفنانة وردة، حيث قال الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر على حسابه على "فيسبوك": "البقاء لله وفاة الفنانة الكبيرة وردة أغنية جميلة لم تصمد أمام هذا الكم من النشاز.. الفاتحة". أما الفنانة السورية أصالة، فقالت على صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "إنا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، توفيت إلى رحمة الله الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، نسألكم الدعاء". ومن جانبه، قال الفنان كمال عطية: "وخرجت وردة من لعبة الأيام.. الله يرحمها". فيما وضعت صورتها الفنانة السورية ليلى الأطرش وكتبت: "توفيت العملاقة وردة الجزائرية مساء اليوم في منزلها في القاهرة.. الله يرحمها". وعلى جانب آخر، أصيب الملحن المصري حلمي بكر فور علمه بخبر وفاة الفنانة وردة الجزائرية بحالة من الانهيار، مؤكداً أنه في حاله صدمة فلقد كانت وردة بصحة جيدة ولم تشتكِ من أي شيء، وكان على تواصل دائم معها خاصة في الفترة الأخيرة التي شعر فيها بأن حالتها النفسية أصبحت متردية، وذلك بسبب مطالبة زملائها لها بالاعتزال خاصة بعد آخر "ديو" قدمته مع الفنان عبادي الجوهر "زمن ما هو زماني"، والذي تعرضت بعده لموجة نقد حادة. السيرة الذاتية وردة محمد فتوكي، (22 يوليو 1932 - 17 مايو 2012)، والمعروفة بلقبها وردة الجزائرية هي مطربة جزائرية، ولدت في فرنسا 22 يوليو 1932 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. لها طفلان هما رياض ووداد.ولدت وردة في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا, ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها. كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ول عبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا. بدايتها في مصر قدمت لمصر سنة 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، وطلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر". الإعتزال والعودة اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979.كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية (أوقاتي بتحلو) التي أطلقتها في عام 1979م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة.تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبد الوهاب. قدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير (بتونس بيك).خضغت مؤخراً لجراحة لزرع كبد جديد في المستشفى الأمريكي بباريس. وفاتهاتوفيت في منزلها في القاهرة في 17 مايو 2012 إثر ازمة قلبية.[2] أفلام ومسلسلات شاركت وردة في عدد من الأفلام، منها: “ألمظ وعبده الحامولي” مع عادل مأمون، و”أميرة العرب” و”حكايتي مع الزمان” مع رشدي أباظة، و”صوت الحب” مع حسن يوسف، ,قدمت مسلسل “أوراق الورد” مع عمر الحريري، وبعد أربعة سنوات شاركت بمسلسل “آن الأوان” من تأليف يوسف معاطي وإخراج أحمد صقر، جسدت فيه شخصية سيدة تملك شركة إنتاج كاسيت تقف بجوار الأصوات الجيدة، وهو قريب من سيرتها الذاتية