في رمضان شهر الرحمة والإحسان كل عام والجميع بكل خير وسلام نستغرب تصرفات تصدر من أشخاص يتمادون في تعذيب الأجفان ويُجيدون أساليب الأرق وبكاء الأذهان ، يحتاجون حقاً إلى طلب الغفران فالظلم أظلم من ليل البؤس والحرمان . كيف لضمائرهم أن تنام بأمان وهم يعبثون بأعماق الوجدان ؟؟ بل بأسبابهم ينزف الشريان في صمت خوفاً من الطغيان ! أولئك هم أصحاب العمل الذين يغتالون فرحة الإنسان بأداء عمله وقيامه بواجباته الوظيفية ليكون جزاء إحسانهم الهوان ، أو ربما هكذا جزاء الإتقان منهم من يتظاهر بعظيم الكرم والتفاني في التبرع كما الشجرة للأغصان وآخرون يُقيمون الولائم في السر وأمام العيان للفقراء والمساكين على أساس محاربة الأحزان ربما حب الظهور أو الرياء ( الله أعلم بكل إنسان )، لكن الواقع رديء في هذه الحال ، لأن جزيل العطاء يأتي بعد إعطاء أصحاب الحق حقوقهم ومن ثم الكرم والسخاء. هذا يعمل منذ زمن ولم يُعط أجره ولو جزءاً بسيطاً،وتلك سيدة تنتظر بفارغ الصبر نقود زوجها لتوفير احتياجاتهم مع الكثير من التنهيد،وذلك شاب يحاول جمع أنصاف رواتبه لعله يتمكن من إكمال نصف دينه دون قروض أو أي تهديد ، و........ و........ و........ الخ ظروف غاية في الصعوبة وأحوال ترهق الوريد. وبالنسبة لأصحاب العمل لديهم أموال طائلة "اللهم لا حسد " ويبحثون عن المزيد !! لا نطالب بصدقة أو إحسان أو هبة لشخصٍ ضعيف، بل هو الحق لأصحاب الحق هذا كل ما نريد . إننا في شهر الصحوة فاستيقظ يا غريق ،يا من أخذتك الغفلة وغرتك الدنيا ونسيت يوم الوعيد ، قد يطرق الموت بابك في أية لحظة وحينها يستقبلك عملك من بعيد ، ويدعو عليك كل من سلبت ماله وعمره وجهده الجهيد. فللمظلوم معاناة يشكوها إلى الله وهو بكل شيء محيط ، وله دعوة لا تُرد عند النصير المجيب،وأنت في أمس الحاجة آن ذاك إلى دعوة قلب فريد،يدعو لك بالرحمة والمغفرة والأجر من الرب المجيد . فاتقوا الله يا من ظلمتم أصحاب الحق وأعيدوا حساباتكم من جديد، أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه فإن الحي رقيب وشهيد، يعلم ما تُخفي الصدور وما تُعلن القلوب وما تعيد . فاعملوا لأخرتكم بصدق النية وأخلصوا العطاء الحق وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ... قطر: يقولون " يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم " العنوان البريدي : مكةالمكرمة ص. ب 30274 - الرمز البريدي : 21955