فجأة .. وكأن النبض توقف أمام عقارب الساعة تلك !! نظرت الأفكار العابرة و تأملت الرقم الذي أنهى دقات الوريد !! بدقة !! العاشرة صباحا توقفت العقارب ولم تتجاوز الثانيتين لتعود إلى حركتها الطبيعية بعد استبدال البطارية !! إلا أن الموقف كان أكبر من اختصار الخوف فقد أعطى مؤشراً مؤلماً يقود إلى إعلان الهزيمة عبر صراخ الحقيقة !! وعندما يُرددون " إذا كنت على حق فلا داعي إلى رفع صوتك " يزداد اليقين بأن التسلسل في الحدث جعل من الإنذار هدفاً يخترق جدار الصمت بعد زمن من الركض خلف سراب الوقت !! تفاصيل تعامل الفصول تُشير إلى فجوة البوح المجروح بين عشوائيةعواطف الربيع وكيمياء منطق الخريف !! ومن الوهلة الأولى في محاولات اتساع تلك الفجوة يتبادر إلى الأذهان سحق المشاعر وفقدان الحب !! فالأسماك تعيش في الماء وأنفاسها تفارق الحياة بمجرد نقلها إلى ماء آخر!! لتتطلب عودتها إلى الحياة الإحساس العميق بالأمنية الضائعة والتجربة الواقعة بكل قسوة على شرنقة تواجدها !! سُئلت ذات يوم من قبل شخصية تهوى الإبحار في محيط مشاعري بسؤال أضافت الإجابة عليه الكثير من التساؤلات في قدرة الإنسان على النسيان والتكيف مع الضغوط سألتني : عندما تتعرضين للألم هل أنت جزرة أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة ؟ أجبتُ بسطحية (البيضة ) !! لأنها ذات قشرة تحمي الداخل من التعرض للألم !! بعكس الجزرة ذات الطبقة الرقيقة وحبة القهوة المطحونة أصلا !!! واستكملتُ : لماذا كان الاختيار بين الجزرة والبيضة وحبة القهوة المطحونة ؟ أجابتْ : إليك تأثير عامل واحد وهو "الماء الساخن" على تلك الثلاث وثقي بأنه بمثابة الألم على مشاعرك وغيرك !! أنصتُ بتمعن وهي تقول : تبدو الجزرة صلبة ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة وطرية وتفقد قوتها !! أما البيضة ذات القلب الرخو ولكنه إذا ما واجه المشكلات أصبح قويا وصلبا ، قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي ولكنك تغيرت من الداخل فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة !! أما البن المطحون فهو الوحيد الذي استطاع أن يُغير الماء الساخن (باعتباره مصدر الألم ) حيث جعله ذو طعم أفضل !! فإذا كنت مثل البن المطحون فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع الحالة القصوى من السوء ، فكري كيف تتعاملين مع المصاعب !! قلت في نفسي : ليت لي أن أصبح حبة قهوة مطحونة حتى أسير عبر كل الظروف بثقة ، وسألتها : لكن من أين لكِ هذه الفلسفة ؟؟ أجابتْ : ثقافة النت يا صديقتي !! قطر: إذا ضاعت فرصة لا تبكي !! لأن دموعك سوف تمنعك من رؤية الفرص القادمة " حكيم " مكةالمكرمة - ص. ب 30274 - الرمز البريدي : 21955