تطفئين جذوة هذا الشوق في الأعماق .. وتتمادين في لهاثك جنوحاً نحو الابتعاد الأبدي .. تكررين الجفاء .. لعله يهديك قراري .. وعندما تجدينني قادرا على التصدي تجرحين الجراحات أكثر!! تطلعين الورقة الأخيرة في تقويم مشوارنا الذي أدمته الانشطارات .. وصفعه الوجوم .. تشحب الأحلام .. تصبح غصناً ذابلاً وهتافاً سقيماً. تصمت الأمسيات.. تصاب كل الأشياء بالخرس .. القناديل.. والأرصفة .. والأشجار.. والكلمات.. يموت الهمس .. الذي أضاء عمراً زاهياً .. موشوماً بالانتباه.. تسافر الوشوشات الجميلة. وترحل كل الاتكاءات التي منحتنا العمر الحافل بالحب.. يصبح التيبس هو المركب الذي يفرد ضلوعه صوب مدينة الحرمان المولعة بالسهر والضنا ..والأحلام الصعبة!! أهديكِ في مساء الرحيل عذاباتي الطويلة .. امنحكِ نبضاً مسكوناً بالأنين مضمخاً بالصبر المعشق! أسألكِ أن تمنحيني في رحيلكِ الوعد وأن تتذكري شوقي إذا ما غدر بكِ الزمان!! حرارة الأشواق دائماً .. الكملة الموشومة بالشوق قادرة على أن تصل إلى كل الاسماع .. في كل الدنيا.. أحلى الغشقات في هدوء الليل.. تنبثق أحلى الغشقات التي تحملنا الى عالم الأحلام الجميلة والرائعة الهتاف يهمس نبض القلوب وحده الذي يملك الهتاف الذي يجمع بين الهمس الذي يرتسم على كل الصدور الحنين كلما همى الحنين على الأعماق .. كلما أورقت النفس بالصفاء.. والوفاء.. مرفأ إذا تعب الهوى ازداد ركضاً .. وجنوناً !! الوحدة وحوار النفس قال: هل صحيح أن الانسان يستطيع أن يستثمر وحدته بمحاورة أعماقه والتواصل الى حقائق كثيرة عن نفسه كان يجهلها وهو بعيد عن الانصات لأعماقه او حوارها؟! قلت: صحيح. لكن هناك الكثير من المعاني لهذا الحوار لعل اهمها ان اهتمامات الانسان أصبحت لا تفلح في تأكيد حضورها ولهذا فهو يصمد للانصات لما في داخله ومن ثم التحاور معه. قال: لكن هذا لا يعني الفراغ .. أبداً بل هي استراحة الانسان في ركضه اللاهث خلف كل المستجدات الحياتية التي اصبحت تشغلنا .. وتأكل علينا كل الوقت والاهتمام. قلت: ربما.. لكن أعماق الإنسان هي الالتفاته الأحلى في صمت الانسان .. فلا نكاد نجد الفرصة المناسبة الا وتلفتنا الى أعماقنا نحاول أن نبحث عن الجديد فيها. وفي أحيان كثيرة نتواصل بالبحث حتى ننسى الاعماق الى درجة اتهام الضجيج لكل امكانات التحاور مع النفس.. قال: وما يبقى إذن؟! قلت: ان يخسر الانسان في سباقه مع الزمن .. عندها يفطر الى العودة للإنصات لدواخله وتتحاور مع أعماقه والذين فعلوا ذلك طال بهم الوقت لأن الانسان كلما ابتعد عن نفسه .. كلما اتسعت المسافة واصبحت بعداً شاملاً ومستحيلاً.. قال: ولكن إذا ما أدرك الانسان خطأه وأراد أن يعود إلى الجادة؟! قلت: يتعين عليه أن ينتظر اللحظة المناسبة التي تعيده الى نفسه .. وتصالحه على كل الاشياء الغالية فيها .. فاذا انتظر الانسان فإنه قد يحصل على لحظته التي يريد.. واذا ما استعجل الامر فإنه قد يخسر نهائيا ويخرج من حلبة الصراع. قال : فإذا خرج .. ماذا بعد؟! قلت: يتضاعف ألمه .. ويصبح مُرمى على كتف الطريق تنساه كل اللحظات الحلوة فلا يبقى له سوى المر يلعقه حتى تحين ساعته!! أحلى الكلام قال الشاعر: خاب الرجا في كل شيء وتاهت الأقدام أبوصد الأبواب وأخايل الغياب وأعيش مع ذكرى بشر كان اسمهم - أحباب -!!