أواصل اليوم ما استعرضته في الأسبوع الماضي عن بعض ممارسات الغش في الورش الصناعية. يقول رجل: فوجئت في يوم من الأيام ان ثلاجتي التي احفظ فيها مؤنتي توقفت عن التبريد فأسرعت للبحث عن فني من وكالة هذه الشركة او من الورش الاخرى لأحضره معي الى المنزل لإصلاحها لأن حمل هذه الثلاجة الى الورشة صعب لأنها من الحجم الكبير. ويضيف الرجل قائلا: وبعد لاي وجدت احد العاملين في ورشة من الورش وافق ان يذهب معي الى المنزل فأخذ حقيبته الحديدية وصحبني الى المنزل وبعد الكشف اكد لي ان سبب العطل هو انحراق ما يعرف ب "الكمبروسر" فاشتريت الكمبروسر بمبلغ يصل الى نصف قيمة الثلاجة!! فقام بتركيبه واخذ اجرة الحضور الى المنزل واجرة تركيب الكمبروسر وأفادني بأنه بعد ساعة ستعود الثلاجة الى التبريد. ومرت ساعة وساعتان بل بضع ساعات والثلاجة كما هي لا تبرد!! أي أن المشكلة ما زلات قائمة، وأن العطل ما زال موجودا فذهبت الى الورشة مرة اخرى فحضر العامل معي الى المنزل واكتشف بعبقرية خارقة!! ان الثلاجة تحتاج الى ان نضع خلفها مروحة كهربائية لتبريد مكينتها حتى تستطيع التبريد!! وتنسحب هذه المعاناة على اي شيء يتعطل في منزلك او سيارتك من السباك والكهربائي والسمكري والبويجي والميكانيكي ومحلات التبريد وغير ذلك من المهن الفنية الاخرى، مما يوقع المواطن في حيرة من امره عندما يضطر لمثل هذه المواقف: الى من يذهب؟! وإلى من يشتكي؟! - هل يذهب الى الورش المنتشرة في الشوارع والمدن الصناعية؟! وهو يعلم علم اليقين ان اغلب العاملين فيها يتعلمون كذلك في رؤوسنا الحلاقة؟! - هل يذهب الى مراكز الشرطة؟! التي لا يعنيها من امر هذه الورش سوى حصولها على ترخيص البلدية؟! اما المستوى الفني للعمالة فليس هو من تخصصها!! - هل يذهب الى فرع وزارة التجارة؟! التي لو لجأت اليها لضعت وضاع و قتك دونما فائدة او نتيجة!! - هل يذهب الى مكاتب العمل؟! والتي هي الاخرى لا تتعدى مسؤولياتها منح تأشيرات العمالة لأصحاب هذه الورش حسب نوع الورشة وحجمها!! وفي النهاية تقتنع بأن الأمور "مفلوتة"!! وحقوق الناس ضائعة وليس هناك جهة واحدة على الاطلاق تعرف انها مسؤولة عن ذلك!! وتقف مكتوف الايدي تنتظر الحل لهذه المعاناة!! وتكل امرك الى الله. قبسة: الجهل يؤدي الى الاختلاف!! (حكمة هندية) مكةالمكرمة ص.ب 233 ناسوخ: 5724333 [email protected]